strong>نفى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن تكون المقاومة قد أجرت مناورات في الجنوب، قائلاً إن ما جرى هو محاكاة على الورق، مشدداً على أن الجيش اللبناني، بمؤازرة قوى الأمن الداخلي وقوات الطوارئ، هو المكلف بحماية لبنان والتصدي لإسرائيل
خرج رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن صمته إزاء المناورات التي نفذتها إسرائيل على الحدود مع لبنان، ولكن بعدما سئل خلال المؤتمر الصحافي في السرايا الكبيرة لمناسبة إطلاق الحسابات الوطنية لعام 2005، عن صحة تنفيذ المقاومة مناورة في الجنوب، قال: على مدى الأسابيع القليلة الماضية، عمدت إسرائيل إلى القيام بمناورات على الحدود الجنوبية للبنان، وأيضاً في المناطق المحاذية للجولان وفي منطقة الجولان المحتلة، وهذا أمر تعلنه إسرائيل يومياً، وتسرب أنباء بأنها تقوم بمناورات على نماذج تطبيقية لقرى لبنانية، وهذا كله يعدّ عملاً استفزازياً تقف خلفه إسرائيل وهي مسؤولة عنه، من أجل توتير الأجواء على الجانب اللبناني من الحدود، وعلى الجانب السوري أيضاً».
وأضاف: «هذا أمر ننظر إليه بكثير من الإدانة ونستغرب أن إسرائيل لم تستخلص حتى الآن الدروس التي ينبغي أن يصار إلى استخلاصها بعد الحرب التي لم تنجح إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها، حيث استطاع لبنان بمقاومته وبموقف أبنائه وحكومته الصامدة من منع إسرائيل من تحقيق أي مكسب على الإطلاق»، معتبراً أن «هذه التدريبات والمناورات لن تحمي إسرائيل ولا تؤدي إلى أي نتيجة على الإطلاق».
وبالنسبة لمناورات المقاومة، أشار السنيورة إلى أن المعلومات المستقاة من قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي وقيادة قوات الطوارئ تفيد بأنه «لم تجر أية مناورات على الأرض ولا أية حركة غريبة أو غير معتادة لعناصر مدنية كانت أم عسكرية». ورأى أن «ما جرى كان محاكاة على الورق داخل غرف، وهذه عمليات تحصل عادة في أي بلد في العالم لحالة معينة»، مشيراً إلى «أننا لم نتلق أي بيان من «حزب الله»، ولم يصدر أي بيان منه أصلاً بهذا الشأن، بل كل ما قرأناه في هذا الشأن كان في الصحف». وأكد أن الجيش اللبناني، بمؤازرة قوى الأمن الداخلي وقوات الطوارئ، هو المكلف بحماية لبنان وبالتصدي لإسرائيل.
ورداً على سؤال، قال السنيورة: «نحن ملتزمون حرفياً بالدستور، وساعون ومصممون، ولن ندخر وسيلة من أجل أن تحصل الانتخابات، في موعدها الدستوري، وأن تكون ملتزمة بأحكام الدستور وألّا يكون هناك أي تدخل في العملية، بل أن تكون عملية ديموقراطية مئة بالمئة يمارس مجلس النواب وأعضاؤه قناعاتهم وحريتهم في هذا العمل، وعندها فإن هذه الحكومة يجب أن تسلم الأمانة إلى رئيس الجمهورية الجديد وإلى المجلس النيابي».
وعما إذا كان مع انتخاب رئيس خارج المجلس النيابي وفي بيت الدين كما يحكى؟ أجاب: لماذا استباق الأمور، نحن نسعى إلى أن تحصل الانتخابات الرئاسية في مجلس النواب.
والتقى السنيورة القائم بالأعمال الفرنسي أندريه باران الذي أطلعه على نتائج زيارة الوفد الفرنسي لدمشق، كما زار باران رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب وخرج ليتلو كلمة مكتوبة استهلها بالإشارة إلى أنه عرض والدكتور جعجع المستجدات حول الأزمة اللبنانية ومبادرتي البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال: «أطلعت جعجع على ضرورة تكثيف الجهود لإجراء الانتخابات الرئاسية بأوسع تأييد ممكن قبل 24 تشرين الثاني وفقاً للدستور اللبناني لحماية استمرارية وعمل المؤسسات الدستورية». وأكد أنه «يجب أن يتاح للبنانيين فرصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بحرية، ومن دون ضغوط أو تدخلات خارجية وفي أجواء سلمية وديموقراطية، وتطبيقاً لقرارات الأمم المتحدة» موضحاً أن «هذه هي الرسالة الفرنسية التي نقلها موفدا الرئيس ساركوزي إلى دمشق والتي نوقشت خلال لقاء الوزيرين برنار كوشنير ووليد المعلم على هامش مؤتمر اسطنبول المتمحور حول العراق».
وأمل باران في «عدم اصطدام الاتفاق اللبناني بأي عراقيل».
(الأخبار، وطنية)