strong>علي محمد
مليونا و148 ألف حبة مخدر ضبطها رجال جمارك مرفأ بيروت بعد العثور عليها بواسطة «السكانر» في باص للركاب. الحبوب استقدمت من طريق سوريا وكانت في طريقها إلى قطر

تمكن عناصر من مديرية الجمارك في مرفأ بيروت من ضبط ملونين و148 ألف حبة مخدِّرة من نوع «كابتاغون» نهار السبت الفائت. وكانت البضائع الممنوعة تنتظر تصديرها إلى قطر. ولاحظ العاملون على أجهزة الكومبيوتر أثناء عرض باص للركاب على جهاز الكشف بالأشعة السينية «السكانر» في المرفأ، وجود أكياس مشبوهة داخله. وعمد رجال الجمارك إلى نزع مقاعد الباص اليمنى وتكسير الأرضية الخشبية، فعثروا على مئات الأكياس الصغيرة مكدسة تحتها، وعليها صورة لجيب من نوع «تويوتا» بدون أية علامات فارقة تدل على مصدرها. يحتوي كل كيس على ألف حبة مخدر، وإجمالي الكمية أكثر من مليوني حبة، قدر رجال الجمارك ثمنها بحوالى خمسة مليارات ليرة لبنانية.
وفي اليوم نفسه، تحركت مديرية الجمارك وألقت القبض على الشخص الذي كان يخلّص معاملة إعادة تصدير جمركية تحضيراً لنقل الباص القادم من المنطقة الحرة في مدينة عدرا السورية إلى قطر عبر المرفأوعقد مدير الجمارك العام العميد أسعد غانم، مؤتمراً صحفياً أمس في مرفأ بيروت في الهنغار المخصص للسكانر، عُرضت خلاله كمية الحبوب المضبوطة، وتحدث عن عملية الضبط، فيما كان لا يزال الباص موجوداً داخل الهنغار وعليه لوحة (DAH 04050). وقال غانم إن هذه العملية «هي من أكبر عمليات الضبط في تاريخ الشرق الأوسط وكذلك الكمية المضبوطة»، وقال إنه «تقرر تأجيل المؤتمر إلى اليوم (أمس) لاستكمال التحقيقات الأولية قبل إحالة الملف على القضاء المختص». وامتنع مدير الجمارك عن الإفصاح عن اسم أو جنسية الموقوف بانتظار تحقيق القضاء وحكمه، مشيراً إلى أن مديرية الجمارك «أنهت تحقيقاتها، والملف بات في عهدة القضاء الذي يقوم في هذه الأثناء بالإشراف على التحقيقات لكشف المتورطين في هذه العملية». كما أكد غانم أن الموضوع لا يقتصر على الشخص الموقوف، إذ «إنها على الأرجح شبكة متكاملة». واستبعد أن تكون المخدرات قادمة للسوق اللبنانية، «فالباص كان سينقل فور استكمال المعاملات الجمركية عبر المرفأ إلى قطر».
ومن جهة أخرى، تطرق العميد غانم إلى أجهزة السكانر التي استقدمت من ألمانيا، وبدأ العمل بها منذ سنة تقريباً، وقال: «إن التفتيش الجمركي أصبح أكثر سهولة وفعالية اليوم بعد اعتماد هذه الأجهزة»، وأكمل قائلاً: «إن مرفأ بيروت مجهز بواحد، وكذلك نقطة المصنع الحدودية، وهناك جهاز متنقل». كما أفاد بأن من المنتظر أن يصل إلى لبنان المزيد من تلك الأجهزة قريباً. كما أصدرت مديرية الجمارك العامة بياناً شرحت فيه العملية وكمية المخدرات المضبوطة ونوعها.
وبعد المؤتمر، قام غانم بجولة على غرفة الكومبيوترات الخاصة بالسكانر، وشرح له العاملون عليها كيف ضُبطت المنشطات وآلية العمل بعد أن يظهر هيكل الباص على الشاشة، ما يسمح بكشف أية مواد مهربة ومخبأة في أمكنة مجهزة لهذه الغاية.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس العالمي لإدارة المواد الممنوعة صرح بأن مادة «الكابتاغون» لم يتم إنتاجها بصورة شرعية منذ عام 1986، إلا أن بلدان أوروبا الشرقية لا تزال تنتجها وتصدرها للأسواق الاستهلاكية في الشرق الأوسط.