بالمفاتيح الأصلية لمنازل في فلسطين وأوراق الـ«طابو» ووثائق وشهادات ميلاد صادرة عن حكومة عموم فلسطين، وهتافات «عالقدس رايحين شهداء بالملايين» و«لا صلح ولا استسلام»، وشعار «البندقية هي الخيار واللغة التي يفهمها العدو»، حاول فلسطينيو مخيمات لبنان مواجهة مؤتمر أنابوليس والاعتراض على ما قد ينجم عنه.
جاء ذلك في سلسلة اعتصامات ولقاءات احتجاجية في بيروت والمناطق، أبرزها لقاء نظمه المجلس الفلسطيني الإسلامي في لبنان، في نقابة الصحافة، تحدث فيه ممثلون للرئيس سليم الحص والنائب مروان فارس وممثل لـ«حزب الله» وشخصيات، شاجبين ما يجري في أنابوليس.
كما أقيم لقاء في مخيم مار الياس، واعتصامات في مخيمات شاتيلا وبرج البراجنة والبداوي وعين الحلوة، حذّر المتحدثون فيها من «بيع فلسطين وتصفية قضيتها»، مراهنين على سقوط المؤتمر «كما سقطت المؤتمرات والاتفاقات السّابقة». وأكدوا أنه «لا سلام ولا استقرار في المنطقة من دون إقرار الحقوق المشروعة للفلسطينيين في العودة وفي الدولة المستقلة وعاصمتها القدس».
وقال مسؤول «القيادة العامّة» في الشّمال أبو عدنان عودة لـ«الأخبار» إنّ «مخاطر انعقاد المؤتمر تنبع من ثلاث قضايا، أولاً إنه يمثل فرصة لقيام «تطبيع مجاني» مع إسرائيل، وثانياً يُلغي حقّ العودة، وثالثاً يعترف بالكيان الإسرائيلي كياناً يهودياً، مع ما يمثله ذلك من مخاطر تهجير عرب 48»، مشيراً إلى أنه «تحضير لضربة لإيران وسوريا في وقت لاحق».
ودعت الرابطة الدولية للبرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية، البرلمانيين «الأحرار والشرفاء في كل البرلمانات في العالم، إلى القيام بأوسع حملة شجب واستنكار» لمؤتمر «الإجهاز على القضية الفلسطينية»، مدينة «التطبيع المجاني مع العدو الصهيوني».
لبنانياً، رأى النائب حسن فضل الله أن «السيد فؤاد السنيورة» لا يحتاج إلى تقديم أوراق اعتماد لأحد «للمشاركة في مؤتمر التطبيع مع كيان العدو في أنابوليس»، لأن «اعتماده حصري أمام إدارة بوش». وغمز من قناة الوزير طارق متري، واصفاً إياه بالموظف الذي «أثبت جدارته في مغازلة الوفد الإسرائيلي أثناء مناقشات مجلس الأمن في حرب تموز».
وبعدما أكد النائب حسين الحاج حسن «أن التفاوض مع العدو مرفوض بالمطلق»، سأل: «ما الداعي لحضور هذا المؤتمر ما دام ليس لدى الرئيس السنيورة قضايا للمفاوضة؟».
وسأل النائب السابق عدنان عرقجي السنيورة: إلى أين يا دولة الرئيس؟ هل انت ذاهب لتبيع مياهنا إلى إسرائيل، أم أرض جدودنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟ هل أنت ذاهب لتقر لإسرائيل حقها في قتل الفلسطينيين كل يوم دون رادع؟ ولتشتيت شعب فلسطين بالموافقة على توطينه؟ هل أنت ذاهب لتعتذر لهم على عدم قدرتك على مصادرة سلاح المقاومة؟».
ورأت المنظمات الطلابية والشبابية لقوى المعارضة أن جلوس ممثل «الحكومة البتراء» إلى طاولة واحدة مع رئيس وزراء العدو «وصمة عار جديدة تضاف إلى سجلها التآمري على شعبها ووطنها الذي بدأته منذ عدوان تموز».
كما ندد بالمؤتمر، «اللقاء الإسلامي الوحدوي» الذي لاحظ تزامنه مع الذكرى الثلاثين لزيارة الرئيس المصري أنور السادات للقدس، و«هيئة علماء بيروت».
(الأخبار)