يقطّر ماء الورد من الورد الجوري Rosa Damascena، وهو معروف عند العرب منذ أكثر من 1400 سنة، أي منذ اختراع آلة الأنبيق (الكركة).ينتج ماء الورد في كل بلدان الهلال الخصيب من تركيا إلى إيران، وفي سوريا حيث اشتهرت به بلدة المزّة القريبة من العاصمة دمشق. أما في لبنان، فقد اشتهرت بلدة قصرنبا البقاعية بزراعة الورد الجوري وتقطيره وإنتاج ماء الورد ومشتقاته.
يستعمل ماء الورد في تصنيع الحلويات العربية كالبقلاوة والمعمول وشراب الورد والمثلجات. كما أن له استعمالات طبية، وخصوصاً في معالجة حروق الجلد إثر التعرض الطويل لأشعة الشمس، إذ يحفظ بالنشاء والماء ويدهن على المناطق المتأثرة بالحروق.
وتدل الأبحاث على أن ماء الورد يسهم في تنشيط وتجديد خلايا البشرة، كما أن زيت الورد المستخرج بالتقطير البخاري يدخل في تصنيع المستحضرات التجميلية والعطورات الثمينة. وتحتل بلغاريا المرتبة الأولى بين الدول المنتجة لزيت الورد في العالم.
ويقوم حالياً المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان بتمويل بحث علمي يهدف إلى تحديد أصناف الورد الجوري التي تنتج أجود أصناف الزيت. وبما أن مناخ البقاع الجاف يصلح لإنتاج الورد الجوري، نأمل أن تُنقل نتائج تلك الأبحاث إلى المزارعين علّها تسهم في إحياء زراعة الورد الجوري واستخراج الزيوت والماء منه، وبالتالي تأمين مصدر رزق مجد لمئات العائلات.