عين قنيا ـ عساف أبو رحال
مع انتهاء فصل صيف كل عام وهطول أمطار «أول شتوة»، ثمة مشكلات صحية عادية تواجه الأهالي في القرى الجبلية نتيجة تبدل المناخ من جهة، والتلوث الذي قد يطال الينابيع السطحية من جهة أخرى. لكن واقع الأمر هذه السنة أتى مغايراً بعد ظهور عدد من الإصابات بمرض الصفيرة في بلدتي عين قنيا وشويا، نالت المدارس الرسمية نصيباً وافراً من الإصابات بين التلامذة، ما استنفر الجهات الرسمية المسؤولة التي عملت جاهدة لتطويق هذه الظاهرة ومنع تفشيها بين التلامذة.
وفي مدرسة عين قنيا التي تضم 267 تلميذاً في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، كانت نسبة الإصابات مرتفعة نسبياً (12 إصابة)، بعدما انتقلت العدوى من تلميذين مصابين بداء الصفيرة قبل بدء العام الدراسي من دون أن يكتشف أمرهما في البداية، بحسب مصدر تربوي في المدرسة.
وبعد فترة قصيرة أخذت حالات جديدة بالظهور من دون أن تتمكن إدارة المدرسة من التعرف إلى طبيعة الإصابات. كما أن أهالي التلامذة لم يستدركوا الأمر في ظل غياب الإرشادات الصحية.
وأوضح المرشد الصحي في المدرسة حمزة أبو عمر أنّ مدرسة عين قنيا تشهد للمرة الأولى مثل هذه الظاهرة، فالإدارة تقوم بحملات تنظيف دورية تشمل غرف التدريس والملعب وخزانات المياه والمراحيض، وهي حريصة كل الحرص على سلامة تلامذتها. وقال: «ظهرت الحالة الأولى عند تلميذ في الرابع أساسي، ما دفع الإدارة إلى رفع تقرير إلى القائمقام الذي اتصل بدوره بطبيب القضاء، وأوفد طبيب أجرى كشفاً ميدانياً على أقسام المدرسة. وخلال يومين أو ثلاثة ظهرت خمس حالات أخرى ليصل العدد إلى 15 حالة تتراوح أعمار المصابين بها بين ثمانٍ وخمس عشرة سنة، إضافة إلى ظهور عوارض لدى عدد آخر من التلامذة. وخوفاً من تفشي المرض عمدت المدرسة إلى إرسال التلامذة المشكوك بأمرهم إلى بيوتهم وأجرت كشفاً صحياً على الباقين.
من جهة أخرى، اتصلت المدرسة بالمسؤول الصحي في المنطقة التربوية ووزير التربية والتعليم العالي والمدير العام لوزارة الصحة، وأرسلت لجنة صحية إلى المدرسة أجرت مسحاً شاملاً تأكدت بموجبه من سلامة المدرسة، وخلصت إلى «أن المرض مستوطن في لبنان، لكنه غير خطير، وهو من الفئة a»، وشددت على الحفاظ على النظافة العامة داخل المدرسة، إضافة إلى النظافة الشخصية.
وسجل غياب عدد من التلامذة، لأنّ ذويهم لا يرغبون في إرسالهم إلى المدرسة خوفاً من العدوى، كما أن صفوف الروضات مقفلة حالياً حرصاً على صحة الأطفال. وقد ولّدت هذه الحالة نوعاً من الارتباك والفوضى داخل البلدة، وخصوصاً مع ظهور ست حالات أخرى بين الأهالي.
ورأى رئيس البلدية محمود علود أن موقع العيون في الضيعة لا يوحي بالثقة. وقال: «تتغذى البلدة بمياه الشفة من ينابيع بلدة شبعا من طريق الهبارية التي أثبتت الفحوصات سلامتها، إضافة إلى عين الضيعة وعين الحارة القديمتين الواقعتين داخل الأحياء السكنية، علماً بأن هناك شبكة للصرف الصحي ومحطة للتكرير، وتقوم البلدية بإجراء فحوصات دورية على الينابيع المحلية حيث تبين أخيراً ظهور تلوث، مع الإشارة إلى أن مياه شبعا مقطوعة منذ قرابة شهر، ما أجبر الأهالي على الاستعاضة عنها بالمياه المحلية».
وأكدت رئيسة دائرة التمريض في مستشفى حاصبيا الحكومي تلقي المستشفى 11 حالة صفيرة عولجت جميعاً على نفقة وزارة الصحة العامة.