strong> أنطون الخوري حرب
انحسرت عاصفة التمديد الرئاسي لإميل لحود، بعد أعوام ثلاثة، وقد كان لها ما كان من تأثيرات سلبية على النائب السابق إميل إميل لحود. قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان نشاط لحود الابن تقليدياً ومقتصراً على الخدمات، لكن بعد 14 شباط 2005 تغيرت حياته وأصبح جهده منصباً على تحصين موقع الرئاسة ومؤازرة الرئيس الذي رأى الجريمة فاتحة مؤامرات ستتعرض لها البلاد.
وبعد انتخابات 2005 أصبح لحود الابن منسقاً لعلاقة المعارضين مع الرئاسة، ثم كان أول من طرح عودة العماد عون من فرنسا مع كوادر أساسية في التيار لدرس سبل تلك العودة، بإشراف مباشر من والده وخارج منطق الاتفاقات والصفقات التي «زرعها الفريق الأكثري في أذهان الناس» للنيل من سمعة عون، وعندئذ «اكتشفنا أن أقطاب 14 آذار لا يريدون منه أن يعود قبل الانتخابات، فأصبح الأمر كالتحدي وشجّعني والدي على إتمام الأمر».
وشمل التحقيق في جريمة اغتيال الحريري النائب السابق، فزار أعضاء من لجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميليس منزله وأمضوا ست ساعات وهم يطرحون الأسئلة، ثم طلب فريق التحقيق رفع السرية المصرفية عن حساباته ليتأكد مما إذا كان متورطاً في قضية بنك المدينة، فكانت النتائج اكتشاف تورط أركان الأكثرية في هذه القضية. وسأله المحقّقون عن علاقته برستم غزالة فأجاب إنه التقاه مرتين أو ثلاثاً في حياته.
ثم سُئل عن علاقته بشقيق الرئيس السوري العقيد ماهر الأسد، فأجاب إن بينهما علاقة صداقة بدأت بعد الصداقة العائلية بين والده والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وإنه بعد اغتيال الحريري بنحو ساعة وربع ساعة اصطحب عائلته إلى القصر الجمهوري، وهناك اتصل به ماهر الأسد طالباً المساعدة على إعادة زوجته التي كانت قرب موقع الانفجار. وفي جلسة تحقيق ثانية اكتشف نجل الرئيس «أنهم أزالوا هذه الواقعة من محاضر التحقيق، وحين اعترضت طمأنوني إلى أن وضعي سليم في التحقيق الذي تمت لفلفته معي لأنهم لا يريدون من التحقيق إلا إطاراً للمحاكمات لا أكثر، ثم أوحى ميليس في تقريره الأول أن والدي تلقّى اتصالاً من محمود عبد العال قبل الجريمة بقليل، لكن والدي أوضح أن هذا الاتصال جرى معي ومن دون أن أجيب على المكالمة».
ويقر لحود الابن بالخلاف الذي كان بين والده وبين الحريري، «فوالدي يؤمن بالمؤسسات المستقلة التي تعمل ضمن اختصاصها تحت الرقابة، لكن الحريري كان يعتقد بوجوب تجاوز المؤسسات لتسريع الأمور ــــ وهنا بدأ الخلاف واستمر».
ويؤكد لحود أنه لم يكن هناك نظام أمني لبناني ـــــ سوري بل نظام مالي يقوم على بعض فرقاء 14 شباط وبعض السوريين الذين ما عادوا موجودين في النظام، وعن مستقبله السياسي يقول لحود الابن «أنا اليوم جزء من المعارضة، وهناك حاجة إلى تكوين جبهة سياسية جديدة في لبنان، وفي انتخابات 2005 وضع المسيحيون ثقتهم بميشال عون، فهل يريدون إرجاع المسيحيين إلى العهد العثماني ليعودوا أهل ذمة؟».
أما عن تداعيات ما بعد الفراغ الرئاسي فيرى لحود أنه «إذا ظن الفريق الأكثري أن الفراغ سيحوّل الحكم في لبنان إلى جمهورية فينيسيا فهو مخطئ. لقد غيّبوا طائفتين عن الحكم حتى الآن أمّا الرئيس لحود فقد منع التوطين».