شدد رئيس الجمهورية إميل لحود على أن «استمرار التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية اللبنانية، وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي المقبل، يؤدي إلى زيادة التباعد بين اللبنانيين ويضعف حصانتهم في مواجهة التحديات المقبلة، مشيراً إلى أن «تنامي الخلافات الداخلية وإذكاءها من خصوم لبنان وأعدائه، يصبان، في النتيجة، لمصلحة إسرائيل بهدف إخضاعنا وتسليمنا إلى قبضة المؤامرة الهادفة إلى توطين الفلسطينيين في لبنان، ما يعني تقسيمه وإنهاء وجوده التاريخي المعروف».موقف الرئيس لحود نقله عنه أمس رئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن الذي استقبله رئيس الجمهورية في قصر بعبدا وتداول معه في التطورات الراهنة وفي المساعي المبذولة للوصول إلى اتفاق يؤمن الطريق إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وقال الخازن بعد اللقاء إنه «فهم من الرئيس لحود أنه لا أولوية لديه الآن إلا اتفاق اللبنانيين على رئيس جديد يشكل ضمانة أساسية لوحدة البلاد». وأضاف: «إن هذا الأمر يتطلب رئيس جمهورية قوياً بماضيه الناصع كي يتمكن من أن يؤدي دور الحكم النزيه بين الجميع. ومن الضروري أن يتمتع هذا الرئيس بثقة الأطراف في حماية المؤسسات المنقسمة على نفسها نتيجة الوضع الشاذ لهذه الحكومة التي فقدت شرعيتها ودستوريتها، وعلى الأخص ميثاقيتها. وهذا يتطلب منه وضع تصور واضح للتعامل مع القضايا المصيرية المتعلقة ببقاء لبنان بلداً منيعاً في وجه المطامع الإسرائيلية وإنهاء حال الاحتلال في مزارع شبعا بما يمنع التمادي في نهب ثروتنا المائية هناك».
ورأى أن «كل من يتنكر لدور لبنان القوي إنما يجنح إلى الخيارات الانتحارية التي رأينا صورها في الحرب على العراق وفي الأراضي الفلسطينية»، لافتاً إلى أن لبنان نجح في أصعب الظروف بتفادي التقسيم رغم الانقسامات الحادة والفرز الجغرافي، إلا أنه لم يفقد جوهر وجوده ككيان ودور. وقد استعاده بفعل مؤازرة إقليمية ودولية أفضت إلى الميثاق الوطني في اتفاق الطائف، وما لم يحفظ اللبنانيون ظهرهم بتكاتفهم من منطلق الحس الوطني، فلن يسلم لبنان من الوقوع في شرك الفتنة التي أرادوها له منفذاً للوصول إلى التوطين». وأكد أنه «لا يمكن تأمين رئاسة مهيبة إلا بوقف التدخلات الخارجية التي تمعن شقاً في صفوف اللبنانيين وتؤدي إلى مواجهات داخلية بينهم عوض أن نواجه جميعاً من يجب أن نواجهه على حدودنا الجنوبية لدرء الأخطار».
والتقى لحود، ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان عباس زكي مع وفد من ممثلي الفصائل الفلسطينية.
وبعد اللقاء أوضح زكي أن الوفد شكر للحود خطابه «العروبي والقومي المهم في الأمم المتحدة، الذي يؤكد فيه حق العودة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني».
ورداً على سؤال قال زكي: «لقد طالبنا فخامة الرئيس بأن تكون هناك معالجات حكيمة ومسؤولة بهدف عودة النازحين إلى مخيم نهر البارد، ووضع كل التسهيلات لذلك. وقد وعد فخامته، مشكوراً، بإعطاء توجيهاته إلى الجهات كافة لكي تكون هناك معاملة وإجراءات لتعويض الفلسطينيين وللتخفيف من معاناتهم».
وأكد «أن هذه الخطوات بدأت الآن، وقد طلبت منا قيادة الجيش الأسماء لتسهيل عودة قسم من النازحين إلى المخيم الجديد»، مشيراً إلى أن «هناك نحو 20 في المئة أو 350 شقة سكنية جاهزة لاستقبال من هم في المدارس.