لليوم الثاني على التوالي، لم تتمكن عائلات نزلاء سجن رومية من مواجهة أبنائها، لأسباب لم تتضح بعد. وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، يضرب العدد الأكبر من الإسلاميين في سجن رومية عن الطعام. الإضراب الأول نفّذه المشتبه بانتمائهم إلى «فتح الإسلام»، احتجاجاً على تعرّضهم للضرب خلال سوقهم إلى دوائر التحقيق وعلى أوضاعهم داخل السجن، كحرمانهم الخروج إلى النزهة واقتصار مواجهة عائلاتهم لهم على 10 دقائق أسبوعياً، ما يشكّل مخالفة لقانون السجون. وأول من أمس، بدأ الموقوفون والمحكومون الإسلاميون إضراباً عن الطعام، عقب حملة التفتيش التي نفّذتها قوة من فرقة «الفهود» في قوى الأمن الداخلي، للزنازين التي يشغلونها في مبنى المحكومين بسجن رومية، وتعرّض عدد كبير منهم للضرب ما أدى الى نقل بعضهم إلى المستشفى للعلاج، إضافة إلى حلق لحاهم وشعر رؤوسهم في باحة السجن وسط تصفيق وتهليل عدد من السجناء الذين كانوا يراقبون ما يجري من نوافذ الزنازين، كما نقلت مصادر متابعة لأوضاع سجن رومية.
وبعد حملة التفتيش والتضارب التي توالت تبعاتها حتى أمس، نقل العدد الأكبر من الموقوفين والمحكومين الإسلاميين من مبنى المحكومين إلى مبنيي الموقوفين «ب» و «د»، ومن بين هؤلاء اليمني معمّر العوامي (الملقّب بابن الشهيد) المحكوم بتهمة ترؤس خلية لتنظيم «القاعدة» في لبنان، والمحكومين بتهمة تفجير مطاعم ومؤسسات أميركية في لبنان، والمتهمين بالانتماء إلى «القاعدة» وعلى رأسهم الأخوان حسن ومالك نبعة. حيث نقل الأخير، أول من أمس، إلى المبنى «ب» فيما وضع حسن في المبنى «د». ونقلت بعض المصادر عن مسؤولين رسميين أن سبب عملية التفتيش ونقل الموقوفين هو «موضوع أمني خطير» ستتضح تفاصيله خلال الأيام المقبلة.
من ناحيتها ، عزّزت قوى الأمن الداخلي إجراءاتها داخل السجن ومحيطه، فاستقدمت التعزيزات. ورغم ذلك دخل أمس، قليل من أهالي موقوفي «فتح الإسلام» لمقابلة أبنائهم ، فوجدوهم حليقي الرؤوس واللحى، ما وتّر الجو، فأخرج رجال الأمن عائلات الموقوفين من السجن، ومنعت المواجهات.
(الأخبار)