البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
تعود اليوم مائة عائلة من نازحي مخيم نهر البارد إلى البلوك (B ) في الجزء الجديد من المخيم، بعدما طلب مسؤولو وكالة الأونروا تأجيل موعد العودة التي كانت مقررة أمس لمدة أربع وعشرين ساعة إضافية

لم تسلم عودة النازحين إلى مخيم نهر البارد من الوقوع أسيرة التجاذبات الفلسطينية الداخلية، حيث تسابقت القوى في ما بينها لقطف ثمرة «إنجاز» العودة، وتجييرها لمصالحها السياسية. وقد رافقت حملة اتهامات متبادلة، وأجواء استغراب واستياء «العودة إلى الجغرافيا، وعودة الديموغرافيا»، على حدّ تعبير مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشمال سمير لوباني.
وأوضحت مصادر فلسطينية مستقلة لـ«الأخبار» «أنّ فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال تنسّق في ما بينها بشأن ملف مخيم نهر البارد، وقد فوجئت بوصول كمال ناجي (مدحت) مساعد ممثل المنظمة في لبنان عباس زكي إلى مخيم البداوي، وعقده مؤتمراً صحافياً في مقر حركة «فتح»، بحضور ممثلي فصائل المنظمة، الذين لم يكونوا على علم مسبق بذلك إلا قبل وقت وجيز».
ولفتت المصادر إلى «أنه كانت هناك نيّة فعلية لعقد مؤتمر مشترك لقادة فصائل المقاومة في الشمال لهذه الغاية، إلاّ أن وجود ناجي أطاحه، ما فُسّر بأنّه محاولة لسرقة جهد الفصائل كلها واللجان الشعبية لتحقيق العودة».
في مقابل ذلك، أنجزت الأونروا إحصاء المقيمين في المدارس الرسمية في البداوي، وبلغوا 240 عائلة، تضم 1325 فرداً، وأخذت تعهدات موقّعة منهم، تقضي بخروجهم الفوري من المدارس عند أول إشارة منها، تمهيداً لنقلهم إلى الجزء الجديد من المخيم الذي قُسّم إلى خمسة مربعات: المربعa عند المدخل الجنوبي، حيث تشيّد الأونروا 64 وحدة سكنية جنوبي مجرى نهر البارد من أجل استقبال بعض العائلات العائدة. والمربع b من الناحية الشرقية لجهة بلدة المحمرة، حيث ستدخل إليه العائلات العائدة اليوم. والمربع c الواقع عند المدخل الشمالي أعلى سكّة الحديد. والمربع d عند المدخل الشمالي أسفل سكة الحديد لناحية البحر. والمربع e الواقع على تخوم المخيم القديم لناحية البحر، بمحاذاة موقع صامد ومدارس الأونروا، حيث ما يزال الجيش اللبناني يمنع الناس من الدخول إليه، إضافة إلى المخيم القديم بأكمله.
إلى ذلك، أكد ناجي خلال مؤتمره الصحافي «أنّه جرى الاتفاق مع الأونروا والجيش اللبناني على أن تبدأ عودة سكان البارد غداً (اليوم)، وأنّ هذه العودة ستكون بمعدل مائة عائلة كل يوم»، مشيراً إلى أنّ «العودة صعبة من الناحية المعيشية وظروف الإقامة، لفقدان المنازل للنوافذ والأبواب والماء والكهرباء، إضافة إلى انعدام وجود شبكات مياه للصرف الصحي».لكنّ ناجي تحدث عن «إجراءات طوارئ ستتكفل بها وكالة الأونروا ومعها ثلاث منظمات دولية لتلبية حاجات السكان».
ولفت ناجي إلى «جولة ستقوم بها بعض الفاعليات الطرابلسية، لنتحمّل جميعاً مسؤولية إعادة الأمور إلى نصابها، وخصوصاً أنّ أحد أهم أهداف المشروع الذي أُفشل في مخيم نهر البارد، كان إحداث فتنة بين الفلسطينيين في ما بينهم، وبين الفلسطينيين وجوارهم من اللبنانيين». وأشار إلى «أنّ هناك أربعة معابر حُدّدت للدخول والخروج من المخيم، هي المعبر الشمالي عند بلدة العبدة، ومعبَري المحمرة وجامع شاكر شرقاً، ومعبر تلة الستّ عند المدخل الجنوبي لناحية بلدة بحنين. وسيتقيّد سكان المخيم بالدخول والخروج منها، وهذا الإجراء له أسباب أمنية حرصاً على سلامة سكّان المخيم».
على صعيد آخر، عقدت فصائل قوى التحالف الفلسطينية في الشمال اجتماعاً في مقر «حركة الصاعقة» في مخيّم البدّاوي، تحدّث فيه أمين سرّ القوى أبو السعود، فلفت إلى «أنّنا نعمل في إطار مشترك في الشمال، وفوجئنا ببعض القوى تحاول استثمار هذا الجهد المشترك لجميع الفصائل، لكننا لن نسمح لأيّ كان، أو أيّ جهة أن تستثمر دماء وجروح أهلنا النازحين من مخيم نهر البارد».