البقاع الغربي ــ فيصل طعمة
قدّم الاتحاد الأوروبي، مليونين و600 ألف يورو، لتأهيل الأنهار في منطقة البقاع، وجعلها أكثر قدرة على مواجهة مياه الأمطار واستيعابها في فصل الشتاء، إذ الأنهار عادة ما تفيض وتغطي الأراضي الزراعية والقرى المحيطة، وتسبب خسائر كبيرة، وتقطع الطرق. ويعود سبب هذه الفيضانات إلى انعدام قدرة الأنهار على استيعاب الأمطار الغزيرة المتساقطة خلال فصل الشتاء، بسبب عوائق عدة، منها: ضيق مجاري الأنهار، والنفايات التي تعوق حركة المياه فيها، ووجود بعض الجسور المخالفة للأنظمة والقوانين.
وتشرف «جمعية المتطوعين للخدمة الدولية» (AVSI) على هذا المشروع بتمويل من الاتحاد الأوروبي. وكان من المفترض أن تنتهي الأعمال في عام 2007، ولكن بعد حرب تموز 2006 مُدّد العمل بالمشروع سنة إضافية أي حتى أيار 2008. وتزداد أهمية مشروع كهذا بعد الفيضانات التي شهدتها منطقة البقاع عام 2002، والتي عزلت القرى والبلدات المحيطة بأنهار الليطاني والغزيل، مثل قرى بر الياس والروضة وحوش الحريمة والمرج، فضلاً عن قطع الطرقات، وخصوصاً الطريق الدولية بين شتورا ودمشق، وطريق المرج ـــــ جب جنينوأوضح المدير التنفيذي للمشروع في شركة AVSI المهندس أندريا زوين «أنّ الخطة الخاصة في البقاع، تتضمن بناء مركز لتأهيل المزارعين في منطقة خربة قنافار، يحتوي على مكاتب المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وحقل تجريبي لإدارة المياه وإيجاد زراعات بديلة». وأشار إلى أنّه جرى مسح شامل لمجرى نهر الليطاني، يبدأ من طريق الشام وينتهي عند سد القرعون، وحددت المناطق المعرّضة للفيضانات سنوياً، فرُصد 21 موقعاً يجب العمل فيها، 11 نقطة منها للإنجاز السريع، بطرق حديثة ومتطورة معتمدة في أوروبا».
ولفت إلى «أنّ القانون سمح للمصلحة الوطنية للّيطاني بإدارة مياه الأنهار، لكنّه لم يسمح لها بتأهيل مجاريها، وقد استطعنا أن نحصل على مرسوم خاص بتأهيل الأنهار وإدارتها خلال فترة إنجاز المشروع المذكور يحمل الرقم 11271 بتاريخ 30 تشرين الأول 2003». أما في ما يتعلق بالجسور على مجاري الأنهار، فقد لُزّمت المواقع الأحد عشر عبر مناقصة مفتوحة، لمنظمة أيزو باك (ISOPAK) اللبنانية، على أن تلتزم تنفيذ المشروع، وفق المواصفات الموضوعة لتأهيل الجسور، حيث تعتمد الطريقة الأوروبية، عبر وضع حجارة طبيعية (غير مصنّعة)، في أقفاص حديدية لا تتآكل بالصدأ، وتوضع على جانبي الأنهار عند الجسور، شرط أن لا يستخدم فيها أي مواد كيميائية، كالباطون أو ما شابه، لتحاشي تلويث مياه الأنهار.
من جهته، قال مدير شركة أيزوباك روجيه أسطفان «إنّ الطريقة التي نتّبعها، معتمدة في أوروبا وتدعى كابيون لحماية أساسات الجسور، كي لا تصبح مكشوفة ومعرّضة للانهيار، وتمنع الأتربة من الانجراف من على جانبيّ النهر».