طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
تحوّلت ورشة العمل التي أقيمت تحت عنوان «مخيّم نهر البارد ـــــ من النّزوح إلى العودة وإعادة الإعمار» إلى ما يشبه «صرخة في واد»، بعدما غاب عنها الاهتمام الرسمي بشكل لافت، تمثيلاً ومتابعة، برغم ما أعلن فيها من مواقف رأت أنّ الفلسطينيين «كانوا ضحية معركة لا علاقة لهم بها» إلا من حيث مكان وقوعها فيه، وأنّ من واجب الحكومة اللبنانية والأونروا والمؤسّسات الأهلية القيام بواجبها الكامل للتخفيف من المعاناة الكبيرة للنّازحين.
الورشة التي أقيمت جلساتها على مدى يومين متتاليين، ونظمتها «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق»، و«المركز الثقافي في طرابلس»، و«جمعية الوفاق الثقافية»، و«المركز الوطني للإحصاء والتوثيق والبحوث التنموية»، في قاعة المركز الثقافي، أضاءت على جوانب مهمة من المشكلة، وأبعادها السياسية والأمنية والإنسانية والاجتماعية.
في جلسة اليوم الأول تحدّث رئيس المركز الوطني للإحصاء عبد الله خالد، فأشار إلى أنّ الورشة تهدف إلى «تقديم سلة متكاملة من الحلول لمعضلة مخيم نهر البارد».
رئيس المركز الثقافي مصطفى مولوي أكّد أنّ «الفلسطينيين في مخيّم نهر البارد كانوا ـــــ كما اللبنانيين ـــــ ضحية أحداث لا علاقة لهم بها».
أمّا المدير العام السابق لشؤون اللاجئين الفلسطينيين وزارة الداخلية في لبنان الدكتور خليل شتوي، فلفت إلى أنّ «الجانب الأمني بالملف الفلسطيني في لبنان مرتبط بالجيش اللبناني، أمّا الجانب السّياسي فيستوجب وفاقاً فلسطينياً يشمل كلّ الفصائل من دون استبعاد أيّ طرف، وتوافقاً سياسياً لبنانياً».
من ناحيته، مسؤول «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في الشمال سمير لوباني، رأى أنّ «المطلوب وضع الملف اللبناني ـــــ الفلسطيني على نار حامية لمناقشة العلاقة وإجراء المصالحة بين الشعبين».
ثم تحدّث كلّ من ممثل الأونروا عمر أسعد عن دور منظمته في «إغاثة النّازحين وتوفير فرص الإيواء المؤقت»، ونائب رئيس المنتدى القومي العربي الدكتور ساسين عسّاف.
أمّا جلسة اليوم الثاني، فتحدث فيها عبد الله خالد، ثم تلاه مسؤول «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة» في لبنان أبو عماد رامز، فأشار إلى «ضرورة تسريع الخطوات في إنجاز العودة وإعادة الإعمار، باعتبار أنّ ثقافة العودة مقاومة»، عضو «تجمّع العلماء المسلمين في لبنان» الشيخ مصطفى ملص أكّد أنّ «الهدف من وراء أحداث مخيم نهر البارد هو ضرب العلاقة الشعبية اللبنانية ـــــ الفلسطينية، التي كانت تفشل محاولات تصفية قضية فلسطين».
أمّا مستشار ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان كمال ناجي فأشار إلى أنّ «كلّ وعود المساعدات لم تتحقق، باستثناء وصول 12 مليون دولار من السعودية و5 ملايين دولار من الإمارات؛ كما أنّ المنظمات غير الحكومية لم تدخل إلى المخيّم إلا منذ ثلاثة أيام، فيما تنصلت الأونروا من أيّ سلطة لها على تلك المنظمات، وهي تمارس سياسة تضليلية برغم ملاحقتنا اليومية لها، وقد خرقت الاتفاق الذي كان ينصّ على وجوب أن لا يكون في الغرفة الواحدة أكثر من خمسة أشخاص».