نهر البارد ـ عبد الكافي الصمد
شهد مخيّم نهر البارد، للمرة الأولى منذ عودة النّازحين إليه في العاشر من الشهر الجاري، اعتصاماً هو الأول فيه منذ ما يزيد على ستّة أشهر، في خطوة أعطت إشارة في اتجاهين: الأولى في الشكوى من تردّي الخدمات التي تقدّمها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا إلى النّازحين، والثانية في عودة المخيّم إلى حيويته ونشاطاته التي كان يضجّ بها قبل وقوع الأحداث الأخيرة فيه.
الاعتصام نُفّذ بدعوة من «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في الشمال، حيث تجمّع عشرات المواطنين أمام مكتب مدير خدمات الأونروا في الجزء الجديد من المخيّم، للمطالبة بخطّة لتسريع العمل بتأمين احتياجات العائدين، شارك فيه عدد من ممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية وأعضاء اللجنة الشعبية في المخيّم، ووجهاء وشخصيات وممثلي المؤسسات الإغاثية والاجتماعية والمتطوعين، وبمشاركة واسعة من النّازحين العائدين إلى منازلهم.
وعرض مسؤول الجبهة في الشمال أركان بدر «أبو لؤي» لما أنجزته الأونروا لاستقبال العائدين إلى الجزء الجديد من المخيّم، منتقداً في الوقت نفسه «التباطؤ والتقصير في إنجاز الكثير من الوعود التي أطلقتها للنّازحين عموماً وللعائدين منهم خصوصاً، ما أثار تساؤلات مشروعة عن خطّة الطوارئ وما أنجز منها»، متسائلاً: «هل المطلوب تيئيس أبناء المخيّم لدفعهم للبحث عن مكان إقامة بعيداً عن المخيّم، وخاصة في ظلّ المعاناة الكبيرة التي لا توصف بسبب الدمار الكلي والجزئي فيه، وتضرر الأبواب والشبابيك والبنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحّي، والظروف اللإنسانية في أماكن الإيواء المؤقّت»، وداعياً المؤسسات الدولية غير الحكومية «للإسراع بترميم المنازل».
وطالب بدر المدير العام للأونروا ريتشارد كوك «بالتدخل السريع من أجل توفير مقوّمات بقاء العائلات في منازلهم عبر ترميمها، وتأمين لوازمها استباقاً لقدوم فصل الشتاء».
من جهته، شدّد ممثل اللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد أبو الأمم ميعاري على «ضرورة تفعيل الأونروا لدورها في تأمين متطلبات أبناء مخيّم نهر البارد لتثبيتهم في منازلهم، وقيام الجميع بمسؤولياته تجاه نكبة مخيّم نهر البارد وأهله المشردين».
وفي نهاية الاعتصام رفع المشاركون فيه مذكرة موجّهة إلى المفوّض العام للأونروا عبر المدير العام للوكالة تلتها مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الشمال، ومسؤولة المنظمة النسائية الديموقراطية الفلسطينية في لبنان، منى واكد.