عين إبل ـ داني الأمين
شارك 300 شاب وشابة من التجمعات الشبابية التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في مناطق النبطية ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل في الكرمس السنوي. تخلل الكرمس ألعاب ابتكرها كل تجمع شبابي على حدة، وحلقات حوارية عن اللاعنف وحل النزاعات. كذلك أقيم حفل خطابي رأت فيه الممثلة المقيمة للبرنامج الدكتورة منى همام «أنّ مشروع الشباب الذي أطلق في المناطق المحررة بعد عام 2000 هو أساسي لإعادة الدمج وتمكين الوحدة بين الشباب». وأشارت همام إلى أنّ ورشات العمل التدريبية التي خضع لها الشباب في موضوعات حل النزاع من خلال التواصل والحوار أسهمت في تقريب وجهات النظر بينهم ودفعهم إلى العمل معاً بعيداً من الطائفية والمذهبية والمناطقية.
من جهتها، أوضحت منسقة البرنامج في الجنوب ميراي كركي «أنّ المشروع يضم الآن ما يقارب 950 شاباً وشابة، بعضهم أصبح في عداد المدربين على اللاعنف وحل النزاعات والتقارب بين الطوائف والمناطق».
ويقول أحد شباب تجمع بنت جبيل جاد بزي «إنّ البرنامج ساعدنا على التواصل مع أبناء الطوائف الأخرى الذين نختلف معهم في السياسة، فلدي العديد من الأصدقاء في رميش وعين إبل». ويرى إيهاب توما من رميش «أنّ النشاط كان مناسبة لإعادة جمع الشباب من مختلف المناطق الجنوبية بعد سنوات من التعارف والعمل في المخيمات المختلفة التي أنشأها التجمع في أكثر من مكان». ورغم أن التجمعات الشبابية التي أنشئت على مدى سبع سنوات في العديد من القرى والبلدات المحررة قد أسهمت بشكل كبير في جمع الشباب من مختلف الطوائف وتدريبهم على التواصل واللاعنف وحل النزاع في مخيمات منظمة بمشاركة العديد من الأساتذة المتطوعين والمتخصصين، إلّا أنّ الحرب والظروف السياسية الراهنة أضعفت دور هذه التجمعات، التي لم تفلح في توسيع إطارها إلى الأجيال الجديدة، وخصوصاً أنّ غالبية الشباب انخرطوا في ميادين العمل أو البحث عن العمل. فعلى سبيل المثال تناقص عدد أعضاء تجمع بنت جبيل الشبابي بعدما غادر الكثيرون منه إلى بيروت وبلاد الله الواسعة، ولم يشارك فيه شبان جدد، بل اقتصر الأمر على من بقي منهم، وكذلك الأمر في بلدات شقرا وعيترون وغيرها. وربما كان للحرب الدور الأبرز في ذلك كما تشير كركي بقولها: «الحرب أطاحت العديد من إنجازات التجمعات الشبابية، إضافة إلى ضيق الفرص في هذه المناطق الذي جعل من شباب التجمع يهجرون مناطقهم للبحث عن العمل في الخارج».