احتلّت المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في شأن الاستحقاق الرئاسي، الحيّز الأكبر من الخطب التي ألقيت على منابر المساجد، والتي شدّدت على ضرورة التجاوب معها، وإلا فـ«إطالة أمد المحنة»، بما يدخل لبنان في المجهول.فقد أشار المرجع السيد محمد حسين فضل الله إلى أن المسألة السياسية في لبنان «لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على الناس الذين تحاصرهم الخلفيات المعقّدة في الواقع اللبناني، والتدخّلات الإقليمية والدولية في خصوصيات الأوضاع الحيوية والمصيرية، والخطابات اليومية التي يتحرك بها الإعلام»، محذّراً من مشاريع الدول الكبرى التي ترى أن «لبنان ساحة مفتوحة لأكثر من لعبة دولية في نطاق لعبة الأمم، وموقعاً من مواقع تحريك الأرصدة المالية الضخمة التي تشترى بها الضمائر».
وأكّد فضل الله أن حال التعقيد السياسي في لبنان مرتبط بـ«من لا يريد للأزمة أن تنتهي إلا لحسابات طموحاته وخططه»، إذ «تنطلق اللعبة السياسية من هنا وهناك، لإسقاط أية مبادرة عربية أو دولية أو محلية»، لأن «البعض يخشى من تحجيم دوره، إذا ما تمّ التوصل إلى أي حل واقعي».
تجدر الإشارة إلى أن السيد فضل الله أعلن، في بيان أصدره أمس، أن يوم الخميس المقبل هو أول أيام شهر رمضان المبارك.
وشدّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على ضرورة انتخاب رئيس جديد «وفاقي»، كـ«محطة تاريخية يبدأ بها لبنان»، ودعا إلى «التجاوب مع طرح الرئيس نبيه بري للاجتماع في 25 هذا الشهر لانتخاب رئيس جمهورية بنصاب الثلثين»، مضيفاً: «نطالب بالرويّة والحكمة في التعاطي مع هذا الاستحقاق، وعلينا أن نختار الماروني الأفضل والأكفأ، الذي يكون موضع توافق كل اللبنانيين».
كما أثنى قبلان على الجهود التي بذلتها المؤسّسة العسكرية، قائداً وضبّاطاً وأفراداً، في مواجهة «العناصر المتطرّفة التي ورّطت البلاد والعباد في مشاكل كبيرة»، مطالباً بإعادة الفلسطينيين إلى مخيم نهر البارد.
واستغرب مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس «الجرأة الخطيرة التي تمادت بها وكالة الأنباء الإيرانية في حق المملكة العربية السعودية وسفيرها في لبنان عبد العزيز خوجة»، مشيراً إلى أن «هدف مثل هذه الأساليب المخابراتية هو نقل ما يجري في العراق إلى لبنان وإلى العالم العربي والإسلامي كله، خدمة لمشروع الفوضى الخلاقة التي تتزعّم الإدارة الأميركية وعملاؤها إدارته في المنطقة»، وإلى أن «الشهادات التي صدرت في حق السفير خوجة، من القيادات اللبنانية، هي التي تردّ على مثل هذه الأضاليل الخطيرة».
وندّد مفتي بعلبك ـــــ الهرمل الشيخ خالد الصلح بـ«الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف سوريا، بخرق مجالها الجوي والاعتداء على سيادتها»، داعياً إلى «وحدة الشعوب العربية لما فيه خير أمتنا وعزّتها».
كما ثمّن موقف «حزب الله» من التهديدات التي تعرّض لها السفير خوجة، ما «نفّس الاحتقان، وفوّت الفرصة على المصطادين في الماء الطائفي والمذهبي العكر والنتن».
وإذ رأى رئيس «هيئة علماء جبل عامل» الشيخ عفيف النابلسي أن العمل بالمبادرة التي أطلقها الرئيس برّي «يمكن أن يشكّل بداية الأمل للبنان»، رأى رئيس مجلس قيادة «حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ هاشم منقارة أن «فرقة 14 شباط تنتظر ردّ السفير الأميركي جيفري فيلتمان في إجاباته عن الأسئلة حول مستقبل الوضع في لبنان، ولا سيما في مسألة الاستحقاق الرئاسي»، كما أشار إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود إلى أن مبادرة بري هي «المخرج الوحيد المطروح»، و«الاستخفاف بها وتجاوزها يعني الدخول في المجهول».