مع تمنيه أن تكون حركة الزوار «فيها بركة»، قال النائب ميشال عون إنه لا يؤمن «بالحركة الخارجية في موضوع رئاسي لبناني»، مضيفاً: «التفاهم إما يكون لبنانياً ـــــ لبنانياً، وإما لن يكون هناك تفاهم». وخاطب قيادات الأكثرية: «رجاءً، خففوا سفراتكم إلى الخارج، ووفروا المال وأعطوه للمشاريع الخيرية، تفضلوا حتى نتكلّم هنا، أهلاً وسهلاً بكم، اليرزة اليوم مناخها جيد، وفيها «برود»، يمكننا أن نتكلم هنا أفضل من أن نتكلم في باريس أو السعودية أو واشنطن أو طهران أو سوريا».ورأى في كلمة أمام وفد من فاعليات الزلقا زاره في دارته في الرابية، أن الدستور «صار ممسحة ومنخوراً كله كالمنخل وممزقاً»، وأنه «عندما يخرق الدستور وينقض، لا يعود هناك من شرعية». وقال: «نراهم اليوم لا يزالون على عادتهم، يفتشون عن وصايات جديدة ليفرضوا علينا رؤساء، سواء في الغرب أو في الشرق. هذا ليس حلاً لأيٍّ من اللبنانيين، إذا كانوا لم يبلغوا بعد سن الرشد فليتنازلوا عن حقهم في ممارسة السلطة، وهناك في لبنان من بلغوا سن الرشد ويعرفون كيف يمارسون الحكم».
وسأل: «كيف يتكلم أهل الحكم عن السيادة والحرية والاستقلال، وهم يدورون على عواصم العالم؟ وكيف يعتبرون أنفسهم أبطالاً لأنهم لا يذهبون إلى الشام، لكنهم يذهبون إلى غير عواصم؟». ودعا الناس إلى عدم الخوف لأنه «لن يحصل شيء أبداً»، قائلاً: «حتى عندما نحمل السلاح نعرف كيف نستعمله (...) لن نعود إلى «جنون» السبعينات، لكن لا يفكرن أحد بأنه من خلال عقلية السبعينات الميليشاوية، يقدر أن يضع يده على الشارع أو أن يفرض على أحد موقفاً سياسياً». ووصف حرب تموز الصيف الماضي بأنها من أعتى الحروب، «ورغم ذلك بقينا نعيش بصفاء.».
ورفض مقولة الرئيس الحيادي، سائلاً: «هل يمكن أحداً أن يكون حيادياً في وطنه وألا يكون مع الحق؟»، وقال: «نريد رئيساً حاراً وعادلاً، وليس فاتراً ومحايداً، يحمل بيده مشروع الحل». كما أعلن رفضه لرئيس «لا ينتخب وفقاً للأصول»، وأن «هناك أشياء كثيرة يجب أن توضع على الطاولة كي نتفاهم عليها قبل أن نصل إلى الانتخاب». وقبل بوصفه «فزاعة، على أمل أن يخافوا ويكفوا عن سرقة أموال الدولة»، داعياً إلى الحكم عليه مرشحاً توافقياً انطلاقاً من تجربته وسجله وتاريخ حياته. وتوقف أمام استنكار قائد القوات اللبنانية سمير جعجع لاختراق الطيران الإسرائيلي للأجواء السورية، مبدياً استغرابه قائلاً: «لماذا لم يستنكر أبداً الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، وهي تحصل كل يوم».
وشكّك بموقف الأكثرية من مبادرة الرئيس نبيه بري، مشيراً إلى «أنهم يضيعون الوقت كي لا يصدموا الرأي العام برفضهم، فيأتي جوابهم دائماً مقروناً بشروط غير مقبولة حتى لا يعلنوا الرفض صراحة، وهذا السلوك الذي اعتدنا عليه منذ سنتين». وطالب من يدعم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بأن يدعوه «للقاء المعارضة والبحث في حل مشرف، هو حكومة الوحدة الوطنية بالنسبية التي تمثلها كل كتلة في المجلس النيابي». ولم ينف إمكان دخول نواب جدد إلى كتلة التغيير والإصلاح، قائلاً: «إجمالاً، يمكن أن تدخل بعض التغييرات على الكتل، والظروف ملائمة إلى حد ما. أهلاً وسهلاً بمن يأتي».