strong> فاتن الحاج
تسعى مديرية الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية إلى التركيز على التربية الصحية لإرساء السلوك الصحي السليم، وكي لا تكون الخدمات الطبية في المدارس على حساب الأنشطة الصحية. وقد ميّز أمس المشاركون في افتتاح الورشة التدريبية للمرشدين الصحيين في ثانوية الأشرفية الرسمية للصبيان ـــــ أوتيل ديو، بين الصحة المدرسية والطب المدرسي.
وتأتي الورشة في إطار برنامج التربية والتغذية في المدارس الرسمية المموّل من وزارة الزراعة الأميركية والذي تنفذه المديرية، بالشراكة مع جامعة البلمند والجمعية المسيحية الأرثوذكسية الدولية. ويعقد البرنامج 49 حلقة تدريبية تهدف إلى تعريف المرشد الصحي ببعض المفاهيم الأساسية بشأن الصحة وعناصر برنامج الصحة المدرسية وتنفيذ كل مهامه المتعلقة بإدارة الملف الصحي للتلميذ والكشف الطبي والحملات المتوقعة.
وأكد المدير العام للتربية فادي يرق «أننا نلتزم برنامج الصحة المدرسية، ونضع الإطار التنظيمي للتوعية الصحية، وصولاً إلى تربية صحية لا تزعزع العملية التعليمية، بمعنى أن لا تكون هناك مساومة على حساب التعليم»، مشدداً على «أننا منفتحون للشراكة الحقيقية مع المجتمع المدني». ولفت إلى أنّ وزارة التربية تستعد للمرة الأولى في لبنان لاستقبال المستوصفات الطبية المقدمة من منظمة الصحة العالمية لكل مدرسة وثانوية في لبنان مع بداية هذا العام المدرسي»، موضحاً أنّ المرشدين الصحيين سيتحملون مسؤولية المستوصف، وضبط سجلات التلامذة الصحية الموحدة ومراقبة الأطباء في زياراتهم للمدارس والثانويات. هنا تدخلت إحدى المرشدات واقترحت تفريغ المرشدين الصحيين الذين لا يستطيعون التوفيق بين عملهم مرشدين وعملهم مدرّسين. وطالبت أخرى بأهمية التأكد من أهليّة وقدرات الأطباء المشرفين. أما يرق فوعد بإقامة كشف طبي هذا العام على كل تلامذة لبنان. وسألت إحداهنّ في هذا المجال: «ماذا بعد الكشف الطبي؟ فهناك بعض الحالات التي لا تجري متابعتها سواء في وزارة الشؤون الاجتماعية أو في وزارة الصحة أو وزارة التربية».
استدعت هذه المداخلة عميد كلية الصحة العامة في جامعة البلمند الدكتور نديم كرم للقول «علينا التمييز بين الارشاد الصحي والخدمة الطبية التي لا ينبغي أن تكون على حساب الأنشطة الصحية».
أما مدير الإرشاد والتوجيه جان حايك فأكد «أننا استطعنا أن نعمل على الأولويات واستطعنا أن نصل إلى ميزانية للصحة المدرسية، وطموحنا أن نصل إلى الطب العلاجي»، لافتاً من جهة ثانية، إلى أنّ مساهمة الأهل لا تتجاوز 1500ل.ل. من جهته، شرح المدير الإقليمي للجمعية المسيحية الأرثوذكسية جورج أنطون برنامج التربية والتغذية في المدارس الرسمية، مشيراً إلى أنّ الجمعية دعمت المدرسة الرسمية من خلال أعمال التأهيل والترميم وتوزيع الوجبات الغذائية والقرطاسية والتجهيز ببعض الوسائل التعليمية اللازمة. وكانت الجمعية قد عملت، خلال السنوات الخمس الماضية، بالتعاون مع جامعة البلمند وشركة EDUWARE، على تحديث وتطوير ملف التلميذ الصحي من مكننة ووضع دليل للعمل به وتحديد أدوار المعنيين إلى وضع إطار تنفيذ على المستوى الوطني وإحياء اللجنة الوطنية للصحة المدرسيّة، كما جرى العمل على تجديد وتوحيد الملف الصحي والكشف الطبي من خلال اللجنة الفنية للصحة المدرسيّة المنبثقة عن اللجنة الوطنية الدائمة للصحة المدرسية بالتعاون مع نقابة الأطباء ومنظمة الصحة العالمية والجمعيات الأهلية.