انتقد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان البيان الأخير للمطارنة الموارنة، الذي اتهم الطائفة الشيعية بطريقة غير مباشرة بأنها تحاول فرض إرادتها على الآخرين بالمال والسلاح، وبأنها تتصرف وكأنها خارج الدولة.وقال قبلان في حديث إلى صحيفة «الرأي» الكويتية ينشر اليوم: «سامح الله السادة المطارنة، فالطائفة الشيعية هي الوحيدة المستعدة باستمرار للمحافظة على الدولة، وهي العمود الفقري للبنان، وهي لم تعتد على أحد، ولم تأخذ دور أحد، ظلموها ولم تظلم أحداً»، مطالباً المطارنة بإعادة النظر في موقفهم وبالنظر والعمل بإيجابية، لا بسلبية.
وأضاف: «الطائفة الشيعية أساسية في لبنان ومن ركائزه، وليست مستوردة لا من الترك ولا من الهند ولا من إيران. هي طائفة أصيلة أصالة الشعب اللبناني العربي. والشيعة في لبنان عرب ولبنانيون، وما يجري على لبنان وعلى العرب يجري عليهم، ولكن للأسف هناك بعض ممن يكره الشيعة لأنهم حملوا القضية الفلسطينية ويدافعون عنها، في حين تخلى غيرهم عنها».
ودان قبلان بشدة جريمة اغتيال النائب أنطوان غانم، واصفاً إياها بأنها «عمل إجرامي بشع نال من أحد النواب اللبنانيين العقلاء»، وأشار إلى أن «هناك 17 جهازاً مخابراتياً خارجياً تعمل على أرضنا، أي هناك هجوم مخابراتي إقليمي ودولي على لبنان»، وقال: «هناك تصادم إقليمي ودولي على مصالح خاصة على أرضنا، وهذه الأجهزة تجد في لبنان المناخ المساعد على تحقيق تلك المصالح عبر الأعمال الانتهازية والإجرامية، حتى تبقي المنطقة في حال قلق وفوضى»، لافتاً إلى «أن وضع حد للأعمال الإجرامية وللقسم الأكبر من المؤامرات لا يكون إلا من خلال بناء دولة قوية متينة، لها مؤسساتها القائمة والعاملة والمدعومة سياسياً وخاصة مؤسسات الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة»، ومطالباً الجميع بأن «يتعاونوا ويعملوا على بناء دولة ذات شأن ومسؤولية».
ولفت إلى «أن الجريمة قد يكون لها «بعض التأثير» على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكنه أكد أن «هذه المبادرة ستستمر ونحن ندعهما، ونأمل في أن تعطي النتائج المرجوة التي ينتظرها كل لبناني للخروج من الأزمة، ونرجو أن يبدأ ذلك في 25 الجاري، اليوم الذي دعا فيه الرئيس بري النواب لانتخاب رئيس جديد للبلاد».
ورأى «أن كل من لا يلبي دعوة الرئيس بري ولا يحضر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية متآمر، فالجلسة تحتاج إلى نصاب الثلثين وكل من لا يحضر غير معذور سيكون متآمراً على الوطن لأن همنا الوحيد خلاص لبنان»، معتبراً «أنه يجب أن يحصل الاتفاق وينبغي أن يحضر جميع النواب على أساس وفاقي».
ورداً على سؤال رأى قبلان «أن الدور العربي معطل، باستثناء الدور السعودي والدور الكويتي، فالدور السعودي فاعل»، مشيراً إلى أن «السعودية تحب لبنان وتدعمه وتساند استقراره وتدعم قيام الدولة والمؤسسات، ويهمها أن يكون لبنان بلداً آمناً ومستقراً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكويت التي لها دور كبير في خدمة الإنسان العربي وخدمة قضاياه الأساسية».
وعن لقائه الأخير بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، قال: «فهمت من الملك عبد الله أنه يدعم مبادرة الرئيس بري وكل مبادرة ترفع من شأن لبنان».
وإذ أكد «أن لا جديد في ملف تغييب الإمام موسى الصدر، قال: «هذا الأمر مقفل عليه من (الرئيس الليبي معمر) القذافي، وعندما يفتح الباب ويعترف بالحقيقة تحل المشكلة»، نافياً بشدة ما تم تداوله منذ فترة عن «صفقة بين ليبيا وبعض القيادات الشيعية لإقفال هذا الملف». وشدد على «أن القيادات الشيعية لا يمكن أن تتهاون في هذا الأمر، وهي تريد كشف الحقيقة».