هاجم رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع النائب ميشال عون من دون أن يسمّيه، وذلك بانتقاده «بعض الفريق الآخر» الذي طرح خوض الانتخابات الفرعية في المتن «لاسترداد صلاحيات رئاسة الجمهورية، وفي الوقت ذاته يخوضونها بدون توقيع رئيس الجمهورية على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة».وانتقل في كلمة أمام وفد من الكوادر النسائية في القوات، من الهجوم على عون الى تجديد حملته على رئيس الجمهورية اميل لحود، سائلاً: «هل صلاحياته هي: بعدم توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة إثر شغور المقعد الماروني في المتن الشمالي؟ وبالوقوف الى جانب المجرمين في قطف الثمار السياسية التي يبتغونها؟ وإعطاء الضوء الأخضر بشكل غير مباشر الى اعداء لبنان لإكمال عمليات الاغتيال؟ ورفض توقيع مرسوم الدعوة الى جلسة استثنائية في مجلس النواب في ظل حاجتنا الماسة إليه؟ ومحاربة قيام المحكمة الدولية؟ وبرفضه توقيع التشكيلات القضائية؟ وبإقامة الصناديق السوداء؟ وتبديل المواقع المسيحية في الدولة بدءاً من المديرية العامة للأمن العام وعدم التوقف عند قيادة الحرس الجمهوري؟ هل من صلاحياته الوقوف الى جانب الدويلة ضد الدولة والى جانب مصالح دولة أجنبية ضد مصالح شعبه؟ والاستعانة بالمخابرات السورية ليجدد ولايته 3 سنوات، ام السعي والعمل منذ اليوم لتعطيل الانتخابات الرئاسية والتهديد بتأليف حكومة اخرى لم يعطه القانون الأحقية بها؟».
كذلك انتقد «محاولات البعض إحباط المسيحيين لفرض سياستهم، ويصورون المسيحيين وكأنهم غائبون، وأن صلاحيات الرئاسة منتهكة، والهدف هو الفوز ببعض الاصوات». وقال: «هذا الأمر غير صحيح، فنحن موجودون وبأفضل شكل ممكن»، مضيفاً: «حرام اللعب بأعصاب الناس باستمرار، وتخويفهم بأننا اصبحنا أقلية».
ورأى «ان انتخابات المتن ستكون انتخابات كل لبنان»، داعياً الى أن «تكون ديموقراطية وبروح رياضية». وقال إن «تحقيق الديموقراطية لا يأتي من خلال العنف في الشارع، بل تقتضي عدم اختلاق وقائع غير موجودة ووضعها في اطار آخر فضلاً عن غش الرأي العام». وعلّق على ما أعلنه «الفريق الآخر عن توقيف وزارة الداخلية 600 بطاقة انتخابية لهم»، بالقول: «لقد أوقفت لنا أيضاً 450 بطاقة، وهذا يعود الى نظام الدولة». وقال: «اذا كنا نطمح الى رئيس جمهورية فعليّ يمارس صلاحياته، فعلينا إعداد انفسنا للانتخابات الرئاسية لا مقاطعتها وتعطيلها، والإتيان برئيس محترم ليصبح الموقع محترماً». وأضاف: «لا يستطيع أحد أخذ صلاحيات الرئاسة منا». وختم داعياً الجميع «الى التصويت في الانتخابات لوصول رئيس عاقل الى موقع الرئاسة». وكان جعجع قد التقى السفير الاميركي جيفري فيلتمان على مدار 75 دقيقة، غادر بعدها فيلتمان بدون الإدلاء بأي تصريح.




.. والرئاسة تردّ: تناول ممارسات يعرف قبل غيره أنها اقترنت باسمه

رد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على سمير جعجع، معتبراً أنه «يعيش هذه الأيام حالاً من المعاناة، لأن الأضواء موجهة إلى قياديين لبنانيين آخرين، فيسعى من حين إلى آخر إلى محاولة تبديد هذه المعاناة بإطلالات يريد من خلالها أن يقول للبنانيين إنه موجود... فيطلق مواقف تسيء عملياً إلى حلفائه لمجرد أنها صادرة عنه».
ورأى أن جعجع «توسل الأسلوب الذي اعتاده للتطاول على مقام رئاسة الجمهورية، مدعياً الدفاع عن صلاحياته ودوره، فتناول ممارسات يعرف هو قبل غيره أنها اقترنت باسمه في زمن تسلط الميليشيات وهيمنتها، من مثل الصناديق السوداء المسماة «صناديق وطنية» التي كانت تتغذى من الخوات والرشى والمال الحرام والمتاجرة بالممنوعات، ثم محاولة إقامة دويلة تحت شعار «أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار»، والتواطؤ من أجل ذلك مع أعداء الوطن ضد مصالح أبنائه، وصولاً إلى «الإنجاز الأكبر» الذي يحمل توقيع السيد جعجع من دون منازع والمتمثل بضرب المسيحيين وإضعافهم وتشريدهم وتهجيرهم وقتل شبابهم وشاباتهم، والغدر بضباط الجيش وعسكرييه بعد مهاجمة ثكناتهم والاستيلاء على الأسلحة والذخائر. ولعل العدد الكبير من شهداء الجيش الذين أحيا لبنان ذكراهم قبل يومين قضوا على يد السيد جعجع».
أضاف: «كل ذلك من دون أن ينسى اللبنانيون جرائم القتل التي لفظ القضاء أحكامه العادلة فيها، ومنها جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي والمهندس الشهيد داني شمعون، وهي جرائم كان يمكن أن تشكل من أجلها محكمة دولية تحكم على السيد جعجع بما حكمت عليه المحاكم اللبنانية». وختم: «في ضوء ما تقدم، يبقى السؤال: هل من يصدق أن السيد جعجع حريص على صلاحيات رئاسة الجمهورية وعلى قيام الدولة الواحدة القوية الموحدة بشعبها ومؤسساتها الدستورية والأمنية، ولا سيما إذا ما استذكر اللبنانيون مواقفه في الماضي القريب؟». (وطنية)