أسامة القادري
شكل النزوح اللبناني إلى سوريا خلال فترة العدوان الاسرائيلي سابقة بحجمها الكمي والنوعي بعدما فتحت سوريا أبوابها لاستقبال آلاف النازحين من مختلف الألوان والأطياف. لكن لا أرقام دقيقة أو رسمية عن عدد النازحين. المصادر السورية تتحدّث عن أكثر من 460 ألف لبناني أقاموا على أراضيها طوال فترة العدوان، في وقت تقدّر فيه مصادر لبنانية العدد بـ320 ألفاً. أما العدد الإجمالي لجميع الذين غادروا الأراضي اللبنانية من مختلف الجنسيات طوال أيام العدوان فقد وصل إلى نحو مليون، عبر أكثر من نصفهم نقطة المصنع الحدودية لأنها كانت نقطة العبور الوحيدة الباقية مع سوريا على رغم تعرضها لأكثر من 7 غارات جوية أدّت إلى قطع الطريق في وقت لاحق ولكن لم تتوقف حركة العبور.
يؤكد المحامي إبراهيم الشحيمي الذي كلّف بمتابعة أوضاع النازحين اللبنانيين أن السلطات السورية «بعدما لاحظت توافد النازحين بشكل غير معهود، عمدت إلى تنظيم عبور النازحين وإقامتهم، وسهّلت حركة عبور السياح العرب الذين غادروا لبنان عبر أراضيها». ويتحدث بإيجابية عما قدمته سوريا من دعم مادي ومعنوي «حتى لأشد المعارضين والمناوئين لها»، مثل تسهيلات لعبور النازحين وغضّ الطرف عن أشخاص مطلوبين لديها أمنياً (عناصر سابقة في جيش لحد).
يقول يحيى القادري الذي لحق بخطيبته الى سوريا خلال العدوان إن رأيه في «السوريين» كان سلبياً لكن «معاملة السوريين» له واستقبالهم الحار في «جديدة يابوس» الحدودية غيّرت مواقفه تجاههم وصار اليوم يدافع عنهم بشراسة ضد الاتهامات الموجهة إليهم. وكذلك علي المجذوب الذي كان خائفاً من «المعاملة السيئة لنا بسبب الخلافات السياسية بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين، ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك».
لا ينطبق هذا الرأي على آخرين وجدوا ان من «واجب سوريا أن تفتح أبوابها لنا لأننا نحن ندفع الثمن دماءً وتدميراً، وهي المستفيدة من ذلك».