خــائن مــن قــد يفكــر مــن قريــب أو مــن بعيــد مــن «14 آذار» بـالمساومــة أو التسويــة
صعّد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط حملته على سوريا والمعارضة، ورأى أنه «ما دامت الحدود اللبنانية ـــــ السورية مشرعة لعملاء التخريب والعبث علينا أن نتوقع مزيداً من الاغتيالات والتفجيرات، فضلاً عن «شلال الدم» في البارد». ورأى أنه «عندما تقبل المقاومة بمحاربة الاستبداد الصهيوني منه والعربي أو الفارسي قد نفكر بالتلاقي»، مشيراً إلى أن «لحظة الشماتة آتية لا محال، وقد تطول، إنما آتية، القاتل يقتل ولو بعد حين».
كلام جنبلاط جاء خلال رعايته حفل العشاء السنوي الذي أقامته منظمة الشباب التقدمي في قصر المير أمين في بيت الدين أول من أمس، في حضور عدد كبير من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والاجتماعية والحزبية والإعلامية، ومسؤولين وممثلين عن أحزاب وتيارات ورؤساء المنظمات الشبابية لقوى 14آذار، إضافة إلى رئيس شبيبة الاشتراكية الأوروبية جاكومو فيليبك.
بعد النشيد الوطني وفيلم وثائقي بالمناسبة افتتاحاً، وكلمة للأمين العام لمنظمة الشباب التقدمي ريان الأشقر، تحدث فيليبك الذي أعلن «وقوف الأحزاب الاشتراكية الأوروبية إلى جانب لبنان وسيادته واستقلاله، ودعم قوى 14آذار في نضالها المستمر لقيام الدولة وحماية استقلال بلدها».
ثم ألقى جنبلاط كلمة قال فيها: «في صيف 2004 ذهبت إلى الديمان وصافحت البطريرك (نصر الله) صفير أدبياً وسياسياً، إدبياً إذ إن الجلسة معه ممتعة ولطيفة وغنية وكم يعجب المرء بالسرعة التي يرسل فيها الإشارات على طريقته ويستمع ويقيم الملاحظات على طريقته، أما سياسياً فدخلت إلى صلب الموضوع بعدما شاع عني التقلب والتغيير من بعض السذج والبسطاء فقلت له: لن أجدد (الرئيس اميل) للحود، لكن أتمنى عليك أن أقوم بمهمة وفق أسلوبي، وودعته. وبعد الغداء مع الأسف لاحظت بدء تشويه منطقة وادي قنوبين، وقد سمح أحدهم بتشييد مبان أو مبنيين على الأقل بمواجهة الصرح الكبير للديمان من المقلب الآخر من الوادي الجميل ـــــ ملاحظة عابرة، ولكن أعتقد أنها تستحق الاهتمام».
أضاف: «في صيف 2004 وفي حفل استقبال البطريرك لحام في المقر الصيفي في عين تراز الذي شُيِّد ورُمِّم بشيء من العجلة، أيضاً ملاحظة عابرة تستحق الاهتمام تركت كلمتي التباساً وهذا ما كنت أقصده». وحمل على الرئيس لحود والرئيس بشار الأسد بعبارات نابية.
وإذ رأى أن الحرية لا تتجزأ، قال إنه «ما دامت الطغمة الحاكمة في دمشق باقية، وما دام أحرار سوريا في السجون، وقنابل التكفيريين تتجول بين العراق ولبنان، وما دامت الحقيقة لم تنجل عن عشرات الآلاف من المفقودين والأسرى في سجون عبرا وصيدنايا وتدمر وغيرها من فروع المخابرات، وما دامت الحدود اللبنانية ـــــ السورية مشرعة لعملاء التخريب والعبث، علينا أن نتوقع مزيداً من الاغتيالات والتفجيرات، فضلاً عن «شلال الدم» والتضحيات البطولية للجيش اللبناني في «نهر الدم» في نهر البارد».
ورأى أنه «في يوم جبران (التويني) زالت الغشاوة التي حجبت الرؤية وسقطت الأقنعة وسقطت المقدسات سلاحاً وشعارات والحمد لله» وقال: «إن السلاح الذي يحمي أنظمة الحقد والاستبداد الذي يتواصل من بيروت إلى إيران عبر نظام دمشق ليس بمقدس ولن يكون كذلك، أياً كانت مآثره في مواجهة العدوان الإسرائيلي» وقال: «عندما تقبل المقاومة بمحاربة الاستبداد الصهيوني منه والعربي أو الفارسي قد نفكر بالتلاقي، وهذا شرط أدبي وأخلاقي بحدوده الدنيا، ولا أحلاف سياسية مع الذين يحمون نظام بشار أو الشبيه به، والفرق كبير بين التلاقي والتفاهم وما يسمى الحوار».
وتابع: «سرنا معاً من مواجهة إلى مواجهة، ومن مأتم إلى مأتم آخر، هنا يتأصل الحقد فينا، نعم الحقد يوم بيار (الجميل)، هناك نردع الحقد يوم «الزيادين» ويوم وليد (عيدو) لحظة الدمع ولت مع رفيق ولحظة الفرح ممنوعة أساساً ومستحيلة وثقافة الموت تجاورنا تدمر اقتصادنا وتهجر شبابنا وتهدد مستقبلنا عبر رسائلهم الملغومة في الجنوب وعبر المجرمين والتكفيريين الذين يعبرون حدودنا والحدود اللبنانية ـــــ السورية وعبر ترسانتهم الخارجة عن الشرعية واعتصامهم العبثي، لكن لحظة الشماتة آتية لا محال وقد تطول، انما آتية، القاتل يقتل ولو بعد حين، يسقط منا شهيد ويولد منا الف شهيد»..
وحذر جنبلاط «أي جهة، أكانت محلية أم أجنبية، فرداً أم دولة من محاولة مقايضة المحكمة على حساب العدالة والسيادة والحرية»، ودعا إلى إكمال المشوار «ولنعبر الجسر إلى لبنان الجديد ـــــ ربما شرق جديد ـــــ وخائن في صفوفنا الذي قد يفكر على طريقته من قريب أو من بعيد من فريق 14 آذار بالمساومة أو التسوية، أصلاً سيحكم بالإعدام المعنوي والسياسي».
من جهة أخرى استقبل جنبلاط، في قصر المختارة، وفداً من بلدة دلهون في إقليم الخروب تتقدمه عائلة الشهيد في الجيش اللبناني الذي سقط في مواجهات نهر البارد ملحم سعيد المعلم وشخصيات وفاعليات البلدة، شكره على وقوفه إلى جانبهم.
وبعد كلمة لشقيق الشهيد عبد الناصر المعلم وردّ النائب جنبلاط بكلمة قال فيها: «قافلة الشهداء من كمال جنبلاط الى رفيق الحريري الى ابنكم الشهيد ملحم المعلم وشهداء نهر البارد، وكل يوم يسقط شهداء، قافلة طويلة انما دماء هؤلاء الشهداء لن تذهب هدراً، وقريباً إن شاء الله سيأتي يوم الحقيقة، يوم الحساب، ويوم النصر في نهر البارد، والنصر أيضاً من خلال المحكمة الدولية. صحيح أن الذين استشهدوا لن يعودوا وقد التحقوا بجنات الخلد، وهو القدر، لكنه شرف للمرء أن يستشهد. نعم المسيرة طويلة، إنها طويلة بالأحزان والمآسي وصعبة وقاسية بأبعادها الاقتصادية ونتائجها التدميرية على كل البلد، هذا قدرنا. والجبل والإقليم وحدة سياسية وإنمائية واجتماعية واقتصادية متكاملة، كنا دائماً وفي اصعب الظروف، في السراء والضراء معاً وسنبقى نواجه العدوان الاسرائيلي ونواجه الأخطار معاً وسنبقى».
وفي الإطار نفسه، استقبل جنبلاط وفداً من عائلة الشهيد النقيب البحري المغوار حسام محمد ابو عرم مع اهالي بلدة البرجين في اقليم الخروب.
وألقى والد الشهيد محمد ابو عرم كلمة شكر فيها النائب جنبلاط على «شد عزيمتنا رغم الظروف الأمنية الصعبة».
ورد النائب جنبلاط بكلمة قال فيها: «من حسام ابو عرم الى ملحم المعلم وغيرهما من الشهداء الابطال من الإقليم والجبل وبيروت وعكار والجنوب والبقاع، قافلة طويلة من التضحيات لاستئصال الإرهاب من لبنان وفي سبيل بناء الدولة. وكما سبق أن ذكرت من اللحظة الاولى من العدوان على الجيش اللبناني من عصابات فتح الاسلام في نهر البارد، لم ولن أميز بين هذا العدوان والعدوان الاسرائيلي في تموز الماضي، ولذا فإن هؤلاء الابطال هم كأولئك الابطال الذين جاهدوا وناضلوا واستشهدوا لتحقيق الانتصار في مارون الراس وبلاط وبنت جبيل وغيرها من المناطق».
أضاف: «في الوقت الحاضر قد يوجد خلاف سياسي كبير مع المعارضة و«حزب الله» لكن لا يستطيع المرء إلا أن ينحني امام التضحيات البطولية لهذه المقاومة وبطولات الجيش اللبناني المقاوم، ونتمنى أن تكون مسيرة الاحزان قصيرة رغم أنها طويلة، ونتمنى للجيش تحقيق مهماته بسرعة بالرغم من الصعاب الهائلة والفخاخ والكمائن والأنفاق، وشتى انواع المواجهة في نهر البارد، على أن تكون الدولة، كما سبق أن ذكرت، صاحبة القرار في السلم والحرب، وأولوية امتلاك السلاح لها».
واستقبل جنبلاط وفداً من الجماعة الاسلامية في اقليم الخروب.