رأى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن الانتخابات الفرعية في المتن أظهرت الأحجام على حقيقتها، متنمياً لو أن هذه الانتخابات حصلت في زحلة «لكنا رأينا اكثر مما رأيناه في المتن الشمالي».جاء ذلك خلال كلمة لجعجع وجّهها عبر الهاتف في العشاء السنوي لـ «القوات اللبنانية» في مجمع التلال السياحي ـــــ كساره ـــــ مساء اول من امس، وقال: «في القرن العشرين قيل إن زحلة مقبرة الاحزاب، أما في القرن الواحد والعشرين فستكون زحلة مهد الاحزاب. الأيام القديمة ولّت، وها نحن في ايام جديدة وفي عهد جديد، بالتالي فإن هذا العهد في حاجة الى عقلية وذهنية وطريقة تصرف جديدة، وأتصور أن الزحالنة لن يقصروا في هذا المجال».
وقال إن «الانتخابات الفرعية في المتن أظهرت الاحجام على حقيقتها، بغضّ النظر عن النتائج الرسمية، كم مئة صوت أتت من مجموعات لبنانية عزيزة كريمة» متمنياً «لو أن هذه الانتخابات حصلت في زحلة لكنا رأينا أكثر مما رأيناه في المتن الشمالي» وقال: «على كل حال لسنا بعيدين كثيراً عن الانتخابات النيابية، ومن الآن الى ذلك الوقت نحن وإياكم على الموعد، انما هذه المرة الموعد كبير، موعد نوعي مع زحلة».
ورأى أن «المواجهة التي نخوضها مواجهة كبيرة جداً أكبر من اي مواجهة ديموقراطية خاضها اي جيل من اجيالنا» مشيراً إلى أن «المحطة المقبلة هي انتخابات رئاسة الجمهورية» ومؤكداً أنه «ليس مقبولاً أن يعطل احد هذه الانتخابات، وأي فريق يحاول أن يفعل ذلك عملياً هو يعطل رئاسة الجمهورية، وأكثر فأكثر هو يعطل الجمهورية. نحن ذاهبون بكل ذهن مفتوح الى هذه الانتخابات بغضّ النظر عن حسابات الربح والخسارة، ذاهبون بكل روح ديموقراطية مثلما ذهبنا الى انتخابات المتن، علينا أن نقبل بالنتائج مهما كانت».
وقال إنه «لا يحق لرئيس الجمهورية الحالي أن يسلّم أحداً أو لا يسلم أحداً» ورأى أن «المجلس النيابي هو المولج بانتخاب رئيس الجمهورية المقبل، ومن هذا المنطلق علينا أن نتقيد بالدستور والقوانين، وهذه تكون الطريقة الفضلى لنخلّص بلدنا».




... والكتلة الشعبية: المهزوم في المتن يجمّل هزيمته بعجرفة

زحلة ـ عفيف دياب

اعتبرت الكتلة الشعبية في زحلة والبقاع أن «رفع المهزوم لشعار النصر السياسي» في انتخابات المتن الفرعية «مقابل الفوز الحسابي ما هو إلا تجميل للهزيمة، كما هو تذكير بالعجرفة والتعالي على خواء على ابناء الوطن الواحد، إضافة إلى أن تبنّي هذه الفلسفة يعيد الى الاذهان المقولة العنصرية المنادية بالنوعية بوجه الكمية، وإلى مستوى الجرعة العنصرية التي تتعامل بها النخبة الصافية مع القبح العنصري، ودرجات التصنيف لرتب المواطنين بحيث يأتي أغلبهم من درجة المواطنية الثانية وما دون، وذلك تمشياً مع عادات المتعجرفين في تحميل الآخرين وزر خطاياهم المميتة».
وقالت الكتلة بعد اجتماعها التقويمي لانتخابات المتن الفرعية برئاسة النائب الياس سكاف في زحلة إن: «نتائج انتخاب المتن الشمالي الفرعي تشير الى أن العماد ميشال عون يمثّل حيثية شعبية اكيدة ويتمتع بموقع تمثيلي اساسي، وأحبط محاولة عزله على جاري عادته في مناسبات متكررة، كما أن فوز مرشحه النائب كميل خوري اعاد التأكيد على التوازن الوطني والطائفي والسياسي في البلد، بحيث لم يستطع فريق السلطة أن يزيل شعبية الجنرال وشرعيته، ولا أن يرفع الغطاء الشعبي عن ورقة تفاهم مار مخايل (التفاهم مع حزب الله) وما يمثّله من مظلة واقية بوجه الانقسام الطائفي والفرز المذهبي الحاد».
وأكدت الكتلة أن الانتخاب الفرعي في المتن «أسقط رهان إدارة جورج بوش على فريق السلطة العاجز بالرغم مما يملك من مال سياسي من تحقيق فوز ولو بانتخاب فرعي، كما ستشكل نتيجته بداية سقوط الرهان الذي جعل لبنان ساحة اميركية مفتوحة لتصفية الحسابات الخاصة».
وحذّرت «فريق السلطة» من «مغبة سياسته المتهورة القائمة على المقامرة بمصير الوطن عبر السعي الى فرض رئيس فئوي، والتي تؤسس لاضطرابات ستجر البلد الى ما لا تحمد عقباه»، وحملت «هذا الفريق» مسؤولية «إجهاضه» عدة مبادرات توافقية سابقة.