جونية ـ رندلى جبّور
أسس الطالب في مدرسة القلبين الأقدسين ـــــ كفرحباب، جوليان بطرس، مع رفاقه فريق «أبيض وأسود»، واختار أن يكون نتاجه الأول مسرحية «بين الأسود الفاتح والأسود الغامق» التي يعرضها وشباب فريقه وشاباته على مسرح الأتينيه جونية في 31 آب والأول من أيلول الجاري. تعد المسرحية رسالة ثورة على المشاكل التي يفرضها المجتمع والسياسة والقدر ودعوة لمحاولة الخروج من هذه المشكلات بأي وسيلة لكي لا يبقى الإنسان أسير الأسود المتأرجح بين «الفاتح والغامق»، لكي لا يعيش بين موتين، بل بين حياة وموت.
اختار كاتب المسرحية ومخرجها اللهجة اللبنانية المستقاة من واقع مجتمع الشباب، واختصر موزاييك المشاكل المتفرقة بحالات ثلاث: توفي عُمر، صديق سينتيا فدخلت الأخيرة في دوامة الضياع، ما ساقها إلى الانتحار، وورث طارق النيابة أباً عن جد وكان مصيره الاغتيال، فيما عاشت روزي حياتها بسطحية، لأنها لم تأبه إلا للماديات والمظاهر.
وتعبّر شخصيات هذه المسرحية اللبنانية الشبابية عن حاجات الشاب وطموحاته وأحلامه وهواجسه بصرخات «في شي بدي قولو ومش قادرة» مثلاً، أو «ما حدا عم بحس ب يللي عم حس فيه»، وغيرها.
أما الألوان التي تستهوي اللبنانيين، بحسب بطرس، فتتمحور حول الأبيض والأسود وما يمثلانه من الخير والشر، والجيد والسيئ، والجميل والبشع، ثم الأحمر، وهو «بيضة القبان» ويرجح الكفة إما للأسود أو للأبيض، وفق إرادة الإنسان.
ويقتصر الديكور على سرير وطاولة وكرسيين وكرسي الحمام الذي يعبّر عن «جورة المشاكل والقرف».
«الغلط عم يكبر... إيه عم يكبر... لازم تفتش دايماً عن شي يطلّعك من الأسود، لكي لا تحيا العمر بين الأسود الفاتح والأسود الغامق، أو بين الموت والموت الحقيقي». هذه هي الرسالة التي يختم بها فريق «أبيض وأسود»، ويريد أن تصل عبر مسرحيته الأولى التي يعبّر فيها على مدى ساعة ونيف من الوقت عن حاجة الشباب إلى فك حبال المشاكل الاجتماعية والسياسية و«الطبيعية». وعن رفض الاختناق الذي تفرضه الظروف، والدعوة إلى التمسك بحبال الأمل والإرادة لتسحبهم من «الجورة»، و «الجورة» في لبنان تتسع «وألله يستر ما ننطمّ فيها».