أكد رئيس الجمهورية إميل لحود أنه لا خلاص إلا بالتفاهم والشراكة في حكومة إنقاذية جامعة تواكب الاستحقاق الرئاسي، وأوضح «أنه لا سبيل إلى التساهل بالحلول عندما يكون الوطن معرضاً للخطر»، معتبراً أن «كل الخيارات الوطنية والدستورية تصبح أمراً مشروعاً لإنقاذ لبنان من الاندثار».مواقف لحود نقلها عنه رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن الذي استقبله، أمس، في قصر بعبدا، وتداول معه التطورات الراهنة.
وقال لحود: «إن صبر اللبنانيين ضاق بالسجالات العبثية التي حوّلت حياتهم إلى يأس وهجرة، وأخطر ما في الامر أن قتل الأمل هو أشد مضاءً من القتل نفسه، لكن اللبنانيين ينشدون الخلاص، والخلاص لا يكون إلا بالتفاهم والشراكة في حكومة إنقاذية جامعة تواكب الاستحقاق الرئاسي وتعيد دورة الحياة إلى طبيعتها والناس إلى سجيّتهم ولبنان إلى وجهه الحقيقي».
وأكد أن «من المهم جداً في هذه الظروف التي يعيشها لبنان التركيز على تأمين الوفاق الوطني في أي قرار يتخذ قبل أن يقع الجميع في العجز عن إنقاذ أنفسهم وبلدهم، لأن عدم التوافق على تأليف حكومة خلاص تواكب الاستحقاق الرئاسي المرتقب هو بمثابة تدمير ذاتي لوحدة الدولة بكل مؤسساتها»، محذراً من «عودة شبح الحرب الباردة إلى المعسكرين الشرقي والغربي بنصب الدروع المتقابلة، وما يمكن أن تعكسه من توترات إقليمية قد لا ينجو منها لبنان بسبب الانقسامات الداخلية المتمادية، إلا إذا عاد اللبنانيون إلى ضمائرهم والى بعضهم في حكومة شراكة حقيقية قبل أن يدهمنا الوقت في المهلة الدستورية المحددة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، بحيث يؤتى برئيس مهاب الجانب يكرس نفسه لجمع الأطراف حول حوار مخلص وإنهاء شوائب الماضي ورواسبه الفئوية بكل مظاهرها البغيضة».
وأوضح «أنه لا سبيل إلى التساهل بالحلول عندما يكون الوطن معرضاً للخطر. فكل الخيارات الوطنية والدستورية تصبح أمراً مشروعاً لإنقاذ لبنان من الاندثار».
وأضاف: «ليس من حق أحد أو في إمكان أحد التفريط بهذه الوديعة الثمينة التي تسفّه كل محاولات الإيقاع بين الأديان والحضارات التي روّجت لها وسائل الإعلام العالمية، مستغلة النزعة الإرهابية وشذّاذ الدين لتسعير أوارها، مستحضرة جروح الماضي التي أصبحت منسية لتصب الزيت على نار التباينات والتمايزات».
واستقبل لحود وفداً من حركة «أمل»، ضم النائب أيوب حميد والمسؤول الإعلامي المركزي لحركة «أمل»، ومدير «إذاعة الرسالة» طلال حاطوم، اللذين قدّما دعوة إلى رئيس الجمهورية للمشاركة في المهرجان الخطابي لمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لإخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه، والذي يجري في 31 آب الجاري في بعلبك.
وبعد اللقاء، أوضح حميد أن هذه المناسبة لها معانيها الوطنية والأخلاقية والإنسانية، «وقد أظهر الرئيس لحود طيلة السنوات الماضية اهتماماً وعناية بالغين بموضوع إخفاء الإمام الصدر».
واستقبل لحود رئيس جامعة الروح القدس في الكسليك الأب هادي محفوظ مع مجلس الجامعة الجديد، وجرى في خلال اللقاء عرض لتطلعات المجلس الجديد المستقبلية في مجال تطوير التعليم الأكاديمي في جامعة الكسليك.
والتقى لحود وفداً من عائلة خوري برئاسة النائب المنتخب الدكتور كميل منصور خوري، شاكراً لرئيس الجمهورية مواساة العائلة بوفاة والدة الدكتور خوري. واستقبل وفداً من الجالية اللبنانية في أبو ظبي. وبعد اللقاء، تحدث باسم الوفد السيد أحمد الموسوي الذي أوضح أن الوفد اطّلع من الرئيس لحود على تطور الأوضاع الداخلية في لبنان، خوفاً من تأثيره على الجاليات اللبنانية في الخارج. وقال: «لقد طمأننا رئيس الجمهورية إلى أن اللبنانيين المقيمين والمغتربين يظلون قلباً واحداً، وما يجري بين السياسيين هو غيمة عابرة تنتهي مع الاستحقاق الرئاسي».
كما استقبل لحود وفداً من عائلة الشهيد العريف محمد أيوب الذي قضى خلال المواجهات في مخيم نهر البارد، شكره على مواساة العائلة باستشهاده.
(وطنية)