انتقد النائب ميشال عون بحث موضوع رئاسة الجمهورية في الخارج، سائلاً: «أين أصبحت السيادة والاستقلال اللذان بتنا نفتش عنهما في زواريب العواصم الأجنبية». وقال: «مصير لبنان لا يتقرر من دوننا، لا في عاصمة أجنبية أو عربية، ولا حتى في بيروت. على الجميع أن يعي هذا الأمر، مهما حصل بعدها، وهذا قرار نهائي». ووصف حديث رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع «عن نوع من التواصل» معه بأنه «كلام غير صحيح». وقلّل من أهمية توافق المجتمعين في معراب أمس على الرئيس المقبل، قائلاً: «إذا أرادوا انتخاب رئيس غير شرعي، فعندها سنتصرف بطريقة أخرى، وكل الخطوات ستكون محللة». وقال عون في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح: «يتهموننا بأننا خارج إطار السيادة، بينما نحن من يدعو اليوم إلى معالجة كل المواضيع ضمن الحدود اللبنانية، من دون أن نتجاوز غرباً المياه الإقليمية، أو شرقاً الحدود البريّة مع سوريا»، واضعاً هذا الأمر برسم اللبنانيين «الذين يعتبرون أنّ ثورة الأرز تمثّل الاستقلال».ورأى أنه «لا يوجد دستور غير قابل للتعديل»، مشترطاً لذلك توخي المصلحة العامة، لا «تحقيق مصلحة خاصة». وقال إن رئاسة الجمهورية «ليست موضوع أشخاص، ولا نطالب بتعديل الدستور لكي يُفصّل على مقاسهم».
وبعدما تلا نص الرسالة التي سلّمها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته إلى لبنان، والتي عرض فيها رؤيته للأوضاع فيه، أعلن أنه تبلّغ من «بعض المصادر في واشنطن»، «إعادة تقويم أميركية للواقع اللبناني، والتمسنا بعض التفهّم الذي نتمنى أن يتسع ويتبلور في مبادرات عملية». ورأى أن تلقّيه شخصيّاً «رسالة من هذا النوع، تفسّر أن ثمة مقاربة جديدة وإعادة تقويم».
ورداً على سؤال عن اجتماع معراب أمس، قال: «لو كان من في معراب أصحاب قرار، لتناقشنا معهم، هم يفتشون عن أسماء راسبة في الانتخابات النيابية ليعطوها رئاسة الجمهورية، وكأن الرئاسة الأولى أصبحت جائزة ترضية لمن يرسب في الاستحقاق النيابي أو البلدي». ورأى عدم جواز «تفسير الدستور بحسب الأهواء، إلاّ إذا قرروا حكمنا دكتاتورياً».
ووافق القول إن معارضة وصوله إلى الرئاسة «هدفها محاربة لبنان»، سائلاً إلى أين تؤدي «السياسة التحريضية التي تقوم بها الحكومة ضدّ سياسة التفاهم بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبناني؟ وعندما يشجع الغرب حكومة السنيورة بإفراط، وتُرفض حكومة الوحدة، من يحذف إذًا المسيحيين والشيعة؟ هل يريد السنيورة أن يحكم وحده؟ ألا يُعدّ هذا تحدياً كافياً لإشعال الأرض اللبنانية؟ ولكن نحن نسيطر على الموقف، ونحن «باردون» وهم يفقدون صوابهم إن خسروا أو ربحوا».
وقال: «نحن موجودون هنا، وهنا سنبحث في ملف رئاسة الجمهورية لا في أي عاصمة أخرى. ومن يردْ أن يحتلّنا فليتفضل، وسنفهم عندها أننا فقدنا استقلالنا وأصبحنا حكماً عسكريّاً». ورأى أن لا حلّ بديلاً من «حكومة إنقاذية لنتفاهم على الرئيس، أو اللجوء إلى انتخابات مبكرة. وإذا رفضوا كل هذه الحلول، فليتحملوا مسؤولية ذلك»، مضيفاً «أنا أحمّلهم مسؤولية أي فتنة تحصل في لبنان. ونحن أصلاً لا نرفض التعاون كي يُتعامل معنا على هذا النحو من التحجر. الهدف إذاً توعيتهم وتحذيرهم من النتائج».
وإذ اتهم الأميركيين بالتدخل «علناً» في انتخابات المتن وفي الاستحقاق الرئاسي، قال إنّ رسالة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى وزيرة الخارجية الأميركية بشأن الاستحقاق «لكي يعرف ويأخذ في الاعتبار ماذا تفكر الإدارة الأميركية، فلا ترتكز معلوماته على التحليل».
ورداً على سؤال عن سبب تحميل الدول الكبرى «مسؤولية ممارساتنا الخاطئة»، سأل بدوره: «هل مواقفهم شجّعت على حل؟ عليهم تحمّل مسؤولية دعمهم لطرف دون آخر، وعندما أشعر أن حقوقي مغبونة ضمن وطني ويأتي أحدهم من الخارج ويعزز فريقاً لبنانيّاً آخر ضدي للنيل من حقوقي، ألا يتحمّل هو المسؤولية؟ أنا أحمّلهم مسؤولية كل خطأ سيحدث».
(الأخبار)