li>جعجــع: ســيرى بــري أشـــياء جديــدة إذا حــاول أحدهـم تعطيله والنصاب نصف زائد واحداًخرج الاجتماع المطول لـ«مسيحيي 14آذار» بمواقف مكررة على صعيد الاستحقاق الرئاسي لكنها ترافقت مع تهديدات لرئيس «الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية» طاولت الرئيس نبيه بري

بدعوة من رئيس «الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية» سمير جعجع عقد مسيحيو «14 آذار» لقاء في معراب أمس للتشاور ووضع استراتيجية كاملة للاستحقاق الرئاسي بحضور الرئيس امين الجميل، والوزراء: جو سركيس، نايلة معوض وميشال فرعون، النواب: غسان تويني، بطرس حرب، صولانج الجميل، هنري حلو، ستريدا جعجع، جورج عدوان، ايلي كيروز، فريد حبيب، انطوان زهرا، النواب السابقين: نسيب لحود، فارس سعيد، كميل زيادة، عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده، رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، وابراهيم ريشا، جوزف ابو خليل، ساسين ساسين، الياس ابو عاصي، مروان صفير، ميشال معوض، ميشال الخوري، إدي ابي اللمع، نبيل خليفة وانطوان حداد.
وعقدت خلوة جانبية بين النائب حرب ولحود قبل العودة الى استكمال النقاش.
وبعد اللقاء الذي استمر ست ساعات صدر عن المجتمعين بيان ختامي تلاه كيروز وجاء فيه:
1 ـــــ يؤكد المجتمعون الأهمية المفصلية للانتخابات الرئاسية المقبلة، لكونها الأولى التي تجرى بعد انتهاء عصر الهيمنة السورية، الامر الذي يمثّل معبراً لاستكمال السيادة والاستقلال على مستوى اعلى منصب في النظام السياسي اللبناني. فهو فضلاً عن أهميته للوطنية اللبنانية، يرتدي اهمية خاصة بالنسبة إلى المسيحيين لكونه يعيد إليهم حضورهم ودورهم الفاعل في الحياة السياسية اللبنانية.
2 ـــــ إن الهدف الأبرز لهذا الاجتماع هو تأكيد عزم المجتمعين بالتعاون مع كل القوى الاستقلالية على لبننة هذا الاستحقاق، والتصميم على استرداده هو وغيره من مقومات السيادة والاستقلال من القوى الخارجية التي اختطفته لسنوات طويلة وأعادته الى اللبنانيين.
3 ـــــ يشدد المجتمعون على ضرورة اجراء الاستحقاق في موعده الدستوري، ووفق الالتزام الكامل بالقواعد والنصوص الدستورية من دون تعديل، وذلك من دون إلغاء او تأجيل أو تعطيل. كذلك يشددون على اهمية أن تلتزم كافة القوى السياسية هذه الضرورة، وإن أي محاولة لتعطيل هذا الاستحقاق، تصيب في الصميم، لا الاستحقاق بنفسه، بل الكيان اللبناني وموقع الرئاسة بالذات مع كل ما يعنيه هذا الموقع بالنسبة الى الدور المسيحي الفاعل في الدولة والنظام اللبنانيين.
4 ـــــ إن المجتمعين يؤكدون دور بكركي التاريخي في قيام لبنان الكيان والدولة واستمرار دورها الاساسي في مسيرة استعادة الاستقلال والسيادة منذ النداء التاريخي لمجلس المطارنة الموارنة في أيلول 2000، وصولاً الى ثوابت الكنيسة المارونية في عام 2007.
5 ـــــ يعرب المجتمعون انطلاقاً من موقعهم الراسخ داخل قوى 14 آذار، وبالشراكة الوطنية الكاملة مع كل مكونات هذه القوى، عن استعدادهم للتحاور مع الفريق الآخر، انطلاقاً من الضرورات الوطنية الواردة أعلاه، بعيداً عن أي ضغوط ومساومات خارجية، وبمنأى عن كل محاولات التعطيل تحت اي ذريعة كانت سواء منها ما يتصل بالنصاب او باشتراط تغيير الوضع الحكومي قبل الاستحقاق الرئاسي، وبعيداً عن الاساليب الانقلابية مثل التهديد برئيسين أو حكومتين.
6 ـــــ يعلن المجتمعون عن تبنّيهم لآلية محددة لبت الترشيحات لمنصب رئاسة الجمهورية داخل قوى 14 آذار، ويؤكدون أن هذه الآلية ستؤدي الى تقديم مرشح واحد باسم قوى 14 آذار للرئاسة، وذلك في الوقت المناسب.
أخيراً، يؤكد المجتمعون امام الشعب اللبناني تصميمهم وعزمهم على إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، ويؤكدون للبنانيين أنه سيكون لهم قريباً رئيس جديد للجمهورية يكرس نهائياً استعادة السيادة والاستقلال.
وذكرت مصادر إعلامية أنه طرحت خلال الاجتماع خطة عمل لكيفية التعاطي مع الجلسة الاولى للانتخاب التي من المرجح أن تعقد في 25 أيلول المقبل، كذلك جرى عرض للأسماء المطروحة المرشحة لقوى 14 آذار، فضلاً عن آلية الترشيح وكيفية الوصول الى التوافق على مرشح واحد. وجرى البحث في تأليف لجنة مهمتها اجراء اتصالات بباقي الافرقاء من ضمنها قوى 8 آذار.
ونقلت المصادر عن المجتمعين تأكيدهم أنهم «المرجعية السياسية المسيحية التي سيكون لها الدور الاساسي والفعلي في رئاسة الجمهورية».
وبعد اللقاء، أكد جعجع أن الاستحقاق الرئاسي سيتم في موعده «شو ما صار» مكرّراً قوله إن النصاب هو النصف زائداً واحداً.
وعن عدم قبول النائب العماد ميشال عون برئيس من دون تأمين نصاب الثلثين، تمنى جعجع «الاتفاق مع الجميع والتفاهم مع كل اللبنانيين للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية»، وقال: «إن سبل التفاهم مع الفريق الآخر لجهة رئاسة الجمهورية قائمة في اي وقت»، لافتاً الى أنه «لا مبادرات جدية حتى الآن» مبدياً الاستعداد «للجلوس مع العماد عون والتفاهم حول شخص معين لرئاسة الجمهورية. فالرئاسة ليست موضعاً للمساومات، إذ يمكن أن تكون للوفاق، وبالتالي لن نقبل بوصول رئيس لا يتمتع بالمقومات المطلوبة لهذا الموقع. كذلك نحن نرفض أي مرشح لا يتبنّى برنامجنا الأساسي». ولفت إلى «ان النصف زائداً واحداً الذي سينتخب الرئيس، نصفه من المسلمين والاكثر من نصفه من المسيحيين»، مستشهداً بانتخاب الرئيس الاميركي جورج بوش في الدورة الاولى «حيث حصل على 200 الف صوت اقل من منافسه».
وبرر «غياب بعض النواب المسيحيين في قوى 14 آذار بوجودهم في كتل أخرى»، معلناً «الإعداد للقاءات أخرى يحدد موعدها في وقت لاحق». ورأى أن قائد الجيش غير مرشح «وأعلن ذلك مراراً»، مذكّراً بـ«الدستور اللبناني الذي لا يسمح لموظف الفئة الاولى بالترشح قبل سنتين من ترك مهماته».
وكان جعجع قد قال قبل اللقاء إن الاجتماع هو «ضد طبخ الرئيس في المطابخ وصناديق المخابرات الخارجية»، معتبراً أن «زمن التأثير الخارجي قد ولّى، كذلك فبركة الرئيس من الخارج أمر غير صحيح»، مؤكداً أن هناك «خطّاً احمر على الفراغ الرئاسي».
وعلّق جعجع على ما نُسب الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري «انهم سيرون «نبيها» آخر، إذا تم انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائداً واحداً»، بالقول: «ان الرئيس بري سيرى أشياء جديدة اذا حاول احدهم تعطيل الاستحقاق الرئاسي».
بدورها، أوضحت الوزيرة معوض «ان اللقاء يأتي في اطار تحضيري لأولويات وأطر التوافق على مرشح واحد من ضمن مسيحيي قوى 14 آذار بعد تفاهم كل هذه القوى، ثم يجري نقل النتائج الى حلفائنا والبطريرك (الماروني نصرالله) صفير». وأكدت «انه لا رئيس للجمهورية اذا لم نتوافق عليه مع غبطته». وأعربت عن تخوفها من خطة سورية ـــــ ايرانية لمنع إجراء الانتخابات.
أما النائب حرب فوصف الاجتماع بالتشاوري الذي «نسعى من خلاله الى وضع تصور مشترك لمواجهة الاستحقاق الكبير والمهم للبنان»، فيما رأى النائب السابق لحود «أن من أولى أهداف هذا الاجتماع إطلاق المشاورات حول الاستحقاق الرئاسي والسعي الى اجرائه في موعده المحدد وضمن المهل الدستورية». وكان الرئيس الجميل قد قال في حديث اذاعي عن موضوع الرئيس التوافقي: «يجب التفاهم بعضنا مع بعض، وهذا موضوع شديد الاهمية ولم يتم التوقف عنده ولم تتم مناقشته، وهو التوافق بين مَن ومن، فإذا كان التوافق بيننا نحن الأطراف اللبنانيين فهذا ممتاز، فكلنا يريد رئيساً توافقياً ليحافظ على الوحدة الوطنية وعلى السيادة وعلى القرار اللبناني الحر، لكن عندما يكون التوافق توافقاً بين لبنان وسوريا، يعني وبشكل أوضح بين المصالح اللبنانية والمصالح السورية، فسيكون لهذا الرئيس «رجل في لبنان ورجل خارج الحدود اللبنانية»، ويكون ولاؤه جزءاً للبنان وجزءاً لغير لبنان، هذا شيء خطير».
(وطنية، مركزية)