يكتسب الاحتفال بالذكرى الـ29 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين، الذي سيقام في بعلبك غداً، أهمية استثنائية، لأنه سيكون محطّ أنظار مختلف القوى السياسية المحلية والعربية والدولية لما ستتضمّنه كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري من مواقف أو «خريطة طريق» للاستحقاق الرئاسي وسبل حلّ الأزمة المتفاقمة بين الموالاة والمعارضة.وقالت مصادر قياديّة في حركة «أمل» لـ«الأخبار» إن كلمة برّي ستتضمّن مواقف مهمة من الاستحقاق الرئاسي والحكومة «البتراء» وأهمية الشراكة الوطنية في إدارة البلاد، لافتة الى أنها ستكون «ذات أهمية قصوى»، و«قد لا تخلو من طرح مبادرة ما»، إضافة إلى أنها «ستتناول المساعي العربية والدولية التي بذلت في إطار حلّ الأزمة السياسية القائمة في لبنان».
وفي مقابل الترقّب السياسي لما ستحمله كلمة برّي، أنجزت حركة «أمل» في البقاع كل الترتيبات اللازمة للمهرجان الذي سيقام في رأس العين ـــــ بعلبك، وسط توقعات تشير إلى احتمال مشاركة أكثر من 100 ألف مواطن في إحياء هذه الذكرى.
إذن، ستكون «مرجة» رأس العين من جديد على موعد، غداً، مع الذكرى، التي أريد لها هذا العام أن تكون خطوة متقدّمة باتجاه الحل والتوافق، في انتظار تجاوب سائر الأطراف، وتحت عنوان «بوحدتنا ننتصر». واختيار المكان لا يمكن وضعه في خانة «الصدف»، بل تعود دلالته الى ذاك اليوم من عام 1976، حيث احتشد آلاف اللبنانيين لأداء القسم خلف الإمام الصدر، كيلا يبقى إنسان «محروماً».. وحيث أعلن يوماً أن «من يطلق النار على دير الأحمر، يطلقها على عباءتي».
وفي شأن الترتيبات المواكبة للمهرجان، أوضحت مصادر المنظّمين أن «45 ألف كرسي وضعت في ساحة المهرجان، إضافة الى عدد مماثل أصبح جاهزاً في محيطها»، وأن «أكثر من 45 ألف دعوة رسمية وجّهها الرئيس بري إلى شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية وإعلامية وعسكرية ودينية في كل لبنان، عدا النداء الذي وجّهه الى اللبنانيين داعياً اياهم إلى المشاركة في المهرجان».
وكان إقليم الحركة في البقاع، وبمشاركة الأصدقاء، قد أقام نحو 50 قوس نصر ورفع أكثر من 600 لافتة على طول الطريق المؤديّة من شتورا الى بعلبك، إضافة الى تعليق أكثر من ثمانية آلاف صورة للإمام الصدر والرئيس برّي، والتي لم يسلم عدد منها من التمزيق والتشويه، على طريق المصنع الدولية.
وفي إطار المواقف من قضية الإمام المغيّب ورفيقيه، أكّد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أن الإمام الصدر «رمز من رموز الكرامة الوطنية والعنفوان اللبناني»، واعداً بـ«مواصلة العمل بكدّ وجهد من أجل متابعة قضيته لدى مختلف المحافل المعنية».
بدوره، وجّه نائب رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عبر ممثّله في لبنان غير بيدرسن، أشار فيها الى أن الإمام الصدر «دعا الى تعزيز الصيغة اللبنانية»، و«وقف ضد الحرب الأهلية، مستنكراً وشاجباً الفتنة التي كانت تحاك ضد لبنان وتحاول إنفاذ مؤامرة تقسيمه»، ولذلك «وقعت يد الغدر عليه وعلى المشروع الوطني في لبنان، فتمّ استدراجه ورفيقيه من خلال دعوة مشبوهة دبّرت للإيقاع بهم وخطفهم في ليبيا»، لافتاً الى أن هذه القضية الحقّة «كانت ولا تزال من أهم القضايا للعالمين العربي والإسلامي وللعدالة وحقوق الإنسان والإنسانية جمعاء».
وإذ أكّد قبلان أن هذه القضية «اعتداء صارخ على رئيس الطائفة الشيعية في لبنان، وجريمة نكراء متمادية ضد لبنان والإنسانية»، طالب كي مون بـ«أن تحظى هذه القضية بالاهتمام»، مضيفاً: «نحن نحتاج الى مساعدتكم، لإظهار الحقيقة في مقابل ديكتاتور جائر، والى دعمكم لكشف الحقيقة وملابسات القضية».
ولفت وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ، في بيان، الى أن «لبنان في أمسّ الحاجة الى استلهام نهج الإمام الصدر ومسيرته وأفكاره»، مشيراً الى أن نهج الإمام المغيّب «أثبت عمق الالتزام بلبنان وصدق العمل لأجل أبنائه مجتمعين متلاقين، بعيداً عن صخب الظواهر الصوتية».
ووجّه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن تحية الى الإمام الصدر «أول الداعين الى حمل البندقية في وجه العدو الإسرائيلي»، معتبراً أن «حلم الإمام تحقّق في عودة لبنان الى ذاته، وتحطّمت مشاريع التجزئة والتقسيم والتوطين».
وجدّدت «هيئة علماء بيروت»، في بيان الدعوة إلى «الكشف عن قضية الإمام الصدر ورفيقيه في كل المحافل»، ودعت الحكومة الى «الاضطلاع بواجباتها تجاه هذه القضية».
(الأخبار)