أكد عضو مجلس أمناء الجامعة الأميركية الرئيس نجيب ميقاتي أنه لا «خيار الارتهان والتبعية للخارج مفيد، ولا نهج العناد والمكابرة في الداخل مجد»، مشدداً على أنه «لا بديل عن قيام شراكة وطنية حقيقية أساسها الثقة لإدارة شؤون الوطن ومعالجة الأزمات التي يتخبط بها».كلام ميقاتي جاء خلال الاحتفال السنوي الثامن والثلاثين بعد المئة للجامعة الأميركية في بيروت لمنح الدرجات العلمية لطلابها للعام الدراسي 2006 - 2007 والبالغ عددهم 1499 متخرجاً في قاعة المعارض ـــــ البيال ، في حضور وزير البيئة المستقيل يعقوب الصراف، ممثلاً رئيس الجمهورية إميل لحود، النائب ميشال موسى، ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، المدير العام لوزارة العدل الدكتور عمر الناطور، ممثلاً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
وألقى رئيس الجامعة الدكتور جان واتربوري كلمة دعا فيها المتخرجين إلى عدم فقدان الأمل بسبب الأوضاع التي يمر بها لبنان.
ثم ألقى الرئيس ميقاتي كلمة استهلها بالتوجه إلى المتخرجين قائلاً: «أريد أن أروي لكم حكاية حلم تذكرته وأنا أنظر إليكم اليوم. حين كنت جالساً على واحد من مقاعدكم، والرئيس الدكتور سليم الحص يقف، حيث أقف أنا الآن، متحدثاً عن تجربته الغنية في الشأن العام، أعترف الآن أنني لم أنصت إليه، بل ذهبت إلى عالم الأحلام. حلمت بشاب يستعجل خطى النجاح في الأعمال، ينشط في الحياة العامة، يتولى مسؤوليات سياسية، طامحاً، فاعلاً، مؤثراً، ويتبوأ اعلى المناصب السياسية والوطنية. تلك كانت أحلامي التي أخذتني بعيداً في لحظة التخرج، كما هي أحلام الكثيرين منكم اليوم».
وتطرق إلى الوضع السياسي، مشيراً إلى «الواقع الأليم للإدارة السياسية في لبنان واختلال العلاقة بين المؤسسات الدستورية، ما يكاد يودي بالصلة بين المؤسسات، إن لم يكن قد فعل وانتهى».
وشدد على أن لبنان «ما كان يوماً لفئة دون أخرى، أو لطائفة دون أخرى، أو لفريق سياسي دون آخر»، بل هو «لجميع أبنائه من خلال شراكة حقيقية في الحقوق، كما في الواجبات، في المواطنية، كما في الانتماء».
وإذ أكد «أن مبادرات الحلول العربية والخارجية المطروحة، على أهميتها، لن تكون بديلاً عن التوافق بيننا كلبنانيين»، شدد على أنه «لا خيار الارتهان والتبعية للخارج مفيد، ولا نهج العناد والمكابرة في الداخل مجد، ولا بديل عن قيام شراكة وطنية حقيقية، أساسها الثقة لإدارة شؤون الوطن ومعالجة الأزمات التي يتخبط بها».
وقال: «امنعوا، ايها الأحباء، من يريد لبنان ساحة حرب لدول ومجموعات أياً تكن، لنا أن نتعلم أن المحاور لا تأتي إلا بالأطماع والصراعات، اعملوا من حيث ستكونون، لإنقاذ وطنكم من التجاذبات الإقليمية والدولية، على رغم معرفتي بصعوبة ذلك، (...) لئلا يبقى بلدكم وقوداً لحروب الكبار وسعيهم إلى حلول بديلة لقضايا مستعصية، أو مخارج لأزماتهم الداخلية».
وألقت الطالبة لمى عنداري خطاب حفل التخرج، ثم أنشدت جوقة الجامعة نشيد الجامعة ووزعت كل كلية شهاداتها.
(وطنية)