المحبّ إيلي خوري
  • (إضافة إلى «من النشرة إلى التفاصيل»)


  • هو أهضم رجل في تاريخنا الحديث ـــــ والقديم على الأرجح ـــــ وهو إلى ذلك يحبّ الحياة، ونحن نحبّه قدّ الحياة ـــــ تقريباً.
    وهو لا يحبّ أن يحبّ زلماي زاده ومروان حماده (للزوم القافية) الحياة. فقط وحصراً، مستكترها عليهم. هذا حقه. نقطة على السطر إيّاه.
    هي الحياة تُحَب (بفتح الحاء) وبدون جميلة شعار. هي هكذا.
    وتوضيحاً، ولمرة واحدة وأخيرة ربّما، يتعلّق الموضوع بأي حياة نحبّ. لنأخذ حياة أحمدي نجاد مثلاً، هي ـــــ وبدون جميلة أحد ـــــ هكذا، لا تحبّ نفسها، هكذا الله خلقها ـــــ مش بإيدها ـــــ هي تحاول ولكن عبثاً. فهناك أشياء أهمّ. لديها عمل. لديها مهمة شاقّة لا يُستهان بها. الممانعة.
    فمن غير المعقول أن تمضي وقتك تحبّ الحياة بينما جماهير الرأسمال والاستكبار في داون تاون نيويورك وداون تاون بيروت بالتالي، عاجقة. إثنان يحبّان الحياة، مش زابطة، أحدهما ـــــ حكماً ـــــ عليه أن يحبّ الموت. وإلاّ فمَن سيمانع. لا يجوز. لازم يقرّروا.
    كيف تحبّ الحياة وهناك شيء أهمّ اسمه «الممانعة». الممانعة بحاجة إلى جهد وعمل دؤوب ونرفزة يا إخوان. شغلة مش هيّنة، تجعل الواحد ليس لديه وقت لشيء آخر، فما بالك بحبّ الحياة.
    «قحبة» مستلقية على ظهرها ـــــ وواحد يريد أن يحبّها وهي تمانع. فهي ليس لديها وقت. مشغولة بالممانعة.
    [في نبأ عاجل: اجتمع مجلس قدامى اليسار ومصلحة تشخيص النظام في التيار الوطني وأعلنوا استبدال شعار «الموت لأميركا» بـ«أحبّ الحياة لأميركا» ـــــ انتهى]
    إذن. كنّا نقول: حبّ + ممانعة = محاولة سكس فاشلة.
    استطراداً، وأيضاً لمرة واحدة وأخيرة ربما، هناك أُناس في هذا الوطن ـــــ الساحة (حيث تلاقينا وعليها جوز عيون شو دبّاحة) لا يممانعون (بتكرار الميم) بشيء. هم بطبعهم هكذا، لا يحبّون أن يممانعوا.
    وهم إلى ذلك وفوقه، يحبّون الحياة... حتى الموت أيضاً. ولكن بعد عمر طويل ـــــ إذا أمكن.
    أن يحبّ الجميع الحياة، نحن شخصياً لا نممانع.
    ودمتم... تكتك دمتم تك (إلى زياد شخصياً وتكراراً)

    * سؤال أحد موظفي الداون تاون في بيروت