تواصلت امس المواقف المشيدة بانتصار المقاومة «الذي أربك مشروع الشرق الأوسط الجديد الأميركي» فيما وجدت بعض قوى الأكثرية في عملية أسر «حزب الله» للجنديين الاسرائيليين تبريراً للعدوان.فقد رأى وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ، أن العدوان وما نجم عنه من آثار عسكرية وسياسية واستراتيجية كان محطة مفصلية في مسار الصراع العربي ـــــ الاسرائيلي، مؤكداً أن العدوان وما رافقه هو دليل على أن الحل الوحيد للصراع العربي ـــــ الإسرائيلي «هو في سلوك درب السلام العادل والشامل».
من جهته، رأى وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت أن حرب تموز «سجلت انتصاراً كبيراً للبنان»، معتبراً أن عناصر الانتصار «كانت ثلاثة وحققت إنجازات متوازية: انتصار للمقاومة، وانتصار لوحدة الشعب اللبناني الذي دعم المقاومة وساعد النازحين وأمّن عودتهم، وانتصار للحكومة اللبنانية التي كانت تسمى حكومة الصمود والمقاومة الدبلوماسية».
ورأى النائب ناصر نصر الله «أن تداعيات حرب تموز هي موضع فخر لكل اللبنانيين» معرباً عن أسفه لظهور مواقف بعد الحرب، بدأت تأخذ لبنان للانقسام حول هذا الموضوع، الأمر الذي ولّد الأزمة السياسية الحالية».
ورأى عضو كتلة تيار «المستقبل» النائب نبيل دو فريج، أن اسرائيل «خسرت عسكرياً لكنها ربحت سياسياً لأنها وصلت إلى الهدف الاساسي بتقسيم الشعب اللبناني»، وقال: «بعد بدء العملية العسكرية على لبنان كنا جميعاً مع المقاومة ومع لبنان، وكنا نريد أن تتلقى اسرائيل صفعة».
ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا، أنه لا يمكن اطلاق كلمة واحدة على حرب تموز، وقال: «بالرغم من أن الحرب أوقفت الحوار الداخلي اللبناني، فإنها حققت للبنان الوطن والدولة نصراً معنوياً كبيراً في اصدار القرار 1701 الذي أسقط التحفظات والعراقيل امام انتشار الجيش في جنوب لبنان».
وأشار الوزير السابق ألبير منصور الى أنه «منذ (الرئيس المصري الراحل) أنور السادات الى مؤتمري بيروت والرياض، وهم يقولون إن الواقعية تقضي بالاستسلام الى المشيئة الاسرائيلية الاميركية، وأنه يجب أن نتعامل مع العدو الاسرائيلي كأمر واقع، وأن نكتفي بما تتركه لنا اسرائيل من اراضي الـ 67» معتبراً أن حرب تموز أتت «لتؤكد خيار المقاومة الذي أثبت فاعلية كبيرة في مواجهة اسرائيل وإدارة هذا الصراع بطريقة اخرى، ولتؤكد أن فريق الواقعية هو فريق الاستسلام، وأن الاستسلام ليس الخيار الوحيد المتاح، مما جعل العرب الاميركيين يفقدون صوابهم ».
ورأى الأمين العام لرابطة الشغيلة النائب السابق زاهر الخطيب أن اسرائيل شنّت الحرب بقرار اميركي، معتبراً «اننا امام تحولات في البيئة الاستراتيجية العالمية، منها انهزام الامبراطورية الاميركية، وفي البيئة الاقليمية، هي لمصلحتنا، مع صعود ايران وسوريا والمقاومة الفلسطينية التي حققت نصراً في غزة مشابهاً للنصر الذي حُقق في حرب تموز».
ووجه النائب السابق عدنان عرقجي «تحية إكبار واعتزاز الى الجيش اللبناني والمقاومة الوطنية لمناسبة مرور سنة على حرب تموز».
كذلك وجّه النائب السابق بهاء الدين عيتاني التحية الى قيادة المقاومة و«توجه الى القادة السياسيين اللبنانيين بأن يكونوا على مستوى تضحيات المقاومة».
وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في «التيار الوطني الحر» طوني نصر الله أن المعارضة «أثبتت المعارضة في هذه الحرب أنها معارضة وطنية، أي أنها لم تسجل النقاط على الحكومة بالرغم من تقصير الحكومة يومذاك، وانتظرت انتهاء العدوان لمحاسبتها».
ولفت «تجمع العلماء المسلمين» الى أن الحرب أثبتت كما قالت (وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي) ليفني أن أي جيش في العالم لن يستطيع نزع سلاح حزب الله»، وأشار الى أن «أميركا تطلب من أتباعها في لبنان اليوم الاستمرار في مشروع نزع سلاح المقاومة من خلال الفتنة».
ورأت «الرابطة الاسلامية السنية في لبنان» أن العدوان كان يهدف الى إذلال لبنان وتدمير بنيته الاقتصادية والاجتماعية، وتوجهت «بالتحية الى كل المقاومين الشرفاء الذين قاوموا وصمدوا في وجه العدوان».
ورأى «تيار التوحيد اللبناني» أن صمود المقاومة 33 يوماً في وجه العدوان الإسرائيلي «أفقد الأنظمة العربية المستسلمة صوابها، وأربك المشروع الاميركي للشرق الأوسط الجديد الذي أرادته وزيرة الخارجية الاميركية أن يولد من رحم دماء وأشلاء الشهداء والجرحى اللبنانيين، فخاب ظنها وفشلت مع حلفائها في لبنان». وشددت هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا على خيار المقاومة من «أجل استكمال تحرير أرضنا».
ورأى حزب «الكتلة الوطنية» أن «حزب الله» بخرقه الخط الازرق لاختطاف الجنديين أعطى اسرائيل مبرراً تجاه المجتمع الدولي لتوجيه ضرباتها» فيما رأت حركة «اليسار الديموقراطي» أن العدوان الإسرائيلي «أتى في أعقاب ما أقدم عليه «حزب الله» من عمل أثار الكثير من الجدل والنقاش والالتباس،».
ورأى أمين السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض، أن السيد حسن نصر الله لم يهد الانتصار للدولة اللبنانية، مبدياً اعتقاده بأن قادة المقاومة كانوا يضمرون خلال القتال الذي يؤيدهم فيه اللبنانيون شيئاً آخر.
(وطنية، أخبار لبنان)