صيدا ــــ خالد الغربي
«أهون الحرام»، بهذه الكلمات يصف أحد أبناء مخيم عين الحلوة جولات التصفية والتصفية المضادة التي ينفذها «مجهولون» بحق عدد من عناصر الفصائل الفلسطينية المختلفة، وخاصة حركة فتح ومنظمة «جند الشام». ويعتبر الشاب الفلسطيني هذه الاغتيالات ضربات غير موجعة، ما دامت لا «تأخذ العباد إلى أتون معركة داخل المخيم الذي يكاد أهله يختنقون في أيام السلم من شدة الاكتظاظ، فكيف ستكون حالهم إذا اندلعت مواجهة داخل المخيم؟».
جاء كلام محمد بعد ساعات قليلة على اغتيال مقنّع مجهول عند التاسعة والنصف من صباح أمس، للفلسطيني ضرار الرفاعي (في العقد الثالث من العمر) أحد عناصر جند الشام (التي أعلنت «عصبة الأنصار» الإسلامية حلّها قبل أسابيع معدودة). وتجدر الإشارة إلى أن مناصرين لحركة فتح وعدداً من قادتها يتّهمون الرفاعي وآخرين من عناصر «جند الشام»، باغتيال عنصريْها أبو عمرة الأسمر وأبو عميرات الأشقر منذ أكثر من شهرين في وضح النهار، وعلى مرأى من عدد من أبناء مخيم عين الحلوة.
وعن تفاصيل عملية الاغتيال، أفادت مصادر مطّلعة أن المقنّع أمطر الرفاعي برشق ناري من سلاح أوتوماتيكي أثناء مروره في حي الصفصاف، أحد معاقل الأصوليين داخل عين الحلوة، فخرّ صريعاً. وأعقب عملية الاغتيال استنفار محدود وظهور مسلح لعناصر أصولية داخل الصفصاف وفي بعض الأحياء التي تسيطر عليها «عصبة الأنصار» فيما انتشر عدد من عناصر حركة فتح، وخاصة أمام المقار التابعة لها، وعلى الشارع «الفوقاني» قبالة مخيم الطوارىء الذي يسيطر عليه الإسلاميون. وسُجّل إقفال محدود لعدد من المحال التجارية، واستدعى هذا التوتر اتصالات ولقاءات عاجلة للقيادات الفلسطينية في المخيم التي سارعت إلى تطويق ذيول الحادث، مطالبةً بعدم الانجرار الى أية إشكالات وتوترات. واتفقت القيادات على ضرورة دفن الرفاعي سريعاً، ما يحدّ من حالة التوتر.
قائد ميليشيا حركة فتح في لبنان العميد منير المقدح أفاد «الأخبار» أن «ضرار الرفاعي هو واحد ممن قتلوا الشابين في حركة فتح قبل شهرين، والجميع يتحمّل المسؤولية لأنه عندما قتل الشابان لم يتم توقيف القاتل، وقمنا اليوم (أمس) بإجراء اتصالات مع القوى الإسلامية ومع كل القوى الفلسطينية من أجل عدم حصول ردّات فعل أو توتير للأجواء في عين الحلوة، ولا سيما في هذه الظروف الحساسة. وإذ اعتبر المقدح أن «الحادث سوف يمر بسلام»، قال «إن كل الاحتمالات واردة ولكن نبذل الجهد لعدم التوتير».
الشريدي
بدوره، أكّد أحد مسؤولي «عصبة الأنصار» طه الشريدي أن قتل الرفاعي «مرتبط بأحداث أمنية سابقة، ونحن في القوى الإسلامية نعرف تمام المعرفة الجهات التي تقف وراء الحادث، لكننا لن ننجر إلى فتنة ولا نية للتصعيد».
وأشار الشريدي إلى امتلاك «معلومات عن الأشخاص الذين قاموا بالتنفيذ (عملية الاغتيال) وطريقة انسحابهم»، مضيفاً «نحن نعرفهم، لكنّنا سنعضّ على الجراح». وعصراً، شُيّع الرفاعي في حضور عدد من مسؤولي القوى الإسلامية.