strong>آمال خليل
جلّ ما يتمنّاه غازي عاد، باسم لجنة أهالي المعتقلين في السجون السورية (سوليدا)، هو إلغاء اللجنة الثنائية التي ألّفتها الحكومتان السورية واللبنانية قبل أكثر من سنتين للبحث في قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، لأنها «عبء علينا عالفاضي». وكشف أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة طلب منها، منذ أكثر من شهرين، إعداد تقرير عمّا توصّلت إليه، مرجّحاً إعلان فشلها في التقرير الذي أنجز ولم يصدر بعد، لأن الجانب السوري يصرّ على تركيز الجهد في البحث في قضية المفقودين السوريين في لبنان.
ويرى عاد أن «تعاطي الحكومة اللبنانية غير الجدّي مع الملف يعرقل إنهاءه، إضافة إلى تضارب المعطيات بشأن ظروف اعتقال بعض اللبنانيين، مثل فادي حبّال من صيدا، الذي بقي مصيره مجهولاً لمدّة 21 عاماً، قبل أن يعثر عليه صدفة في السجون السورية قبل سنتين».
دوّامة الأمكنة والأخبار
ضمن تقرير لجنة تلقّي شكاوى أهالي المفقودين الذي أعلنته نقابة المحامين يوم 28 نيسان عام 2005، يرد ذكر اللبناني فادي أحمد فاروق حبّال (مواليد 1964) بين المفقودين في أحد السجون الإسرائيلية الذين يقتضى مراجعة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمطالبة السلطات الإسرائيلية بالإفراج عنهم. وضم ملفّ فادي المعلومات المتوافرة لدى ذويه، وفيها أنّه «خطف على حاجز البربارة يوم 17 شباط 1983، على يد عناصر من القوات اللبنانية».
تقول شقيقته زينة، «ورد اسمه في قائمة 181 أسيراً لبنانياً في السجون الإسرائيلية نشرها حزب الله على موقعه الإلكتروني عام 1999، أثناء التفاوض لتبادل أسرى مع اسرائيل، لكن الاسم لم يرد في القوائم اللاحقة».
تضيف زينة أنه «بعد 22 عاماً على اختفاء فادي (يوم 15 شباط 2005)، وصلت إلى أسرته معلومات تؤكّد وجوده في أحد السجون السورية السرية».
وفي التفاصيل التي ترويها زينة حبال، أنه «عام 1983، بينما كان يقوم بمهمة لوجيستية بين طرابلس وبيروت لمصلحة المقاومة اللبنانية، اعتقل فادي (طالب في المهنية العاملية في بيروت) على حاجز البربارة التابع للقوات اللبنانية. وبعد مراجعة ذويه لمجلس الأقاليم في حزب الكتائب في وادي شحرور، قيل لهم إنه موقوف لديهم لأنه «جهادي» إسلامي ينشط مع المنظمات الفلسطينية». تتابع: «حتى عام 1986، بقي فادي رهن الاعتقال لدى القوات اللبنانية، إلى أن تقرّر إجراء تبادل للأسرى بمساعي المفتي حسن خالد. في ذلك الحين ذكرت إذاعة «صوت لبنان» اسم فادي بين 35 معتقلاً نقلوا إلى دار الفتوى، وهو ما تبين عدم صحته. في الفترة ذاتها، تلقّت العائلة معلومات تفيد بأنه في عداد أشخاص سلّمهم إيلي حبيقة للمخابرات السورية بصفته سورياً إسلامياً. بعد أسابيع، قيل إنه موقوف في سجن رومية، ولدى استفسار والدته عنه، أخبرها أحد عناصر أمن السجن أن فادي الذي تسأل عنه هو مواطن سوري جرى تسليمه إلى سلطات بلاده».
لكن العائلة التي لم تتوصّل إلى أثر له في سوريا، عادت للتسليم بأنه في السجون الإسرائيلية، «ظنّاً منها أنه قد يكون من بين الذين سلّمتهم القوات اللبنانية إلى اسرائيل عبر البواخر عام 1990»، إلى أن تلقّت شقيقته زينة قبل أكثر سنتين، اتصالاً من مجهول يخبرها بأن أخاها يقبع في السجون السورية منذ عام 1986. وعندما بدأ الاعتصام المفتوح لأهالي المعتقلين في نيسان من عام 2005، عرضت زينة صورة أخيها فتعرّف إليه ثلاثة من الأسرى المحررين من السجون السورية، وقدّموا لها ما قالت إنه «أدلة دامغة» على أنهم التقوا فادي خلال فترة اعتقالهم في سجن تدمر السوري.
وفي أواخر ذلك العام، تلقّت زينة رسالة من اللجنة السورية لحقوق الإنسان تفيدها بأنها عثرت «صدفة» على مكان اعتقال فادي الموصوف بأنه «سجين إسلامي سوري مجهول المصير. تضيف زينة حبال أن «التقصّي عن فادي أظهر للعائلة أنه كان معتقلاً في الطابق الثاني من سجن المزّة العسكري في دمشق قبل أن يوضع في العزل الانفرادي وينقل إلى سجن تدمر العسكري عام 1989 حيث بقي في الجناح الثاني حتى صيف 2001، حين نُقل مع نحو عشرين معتقلاً لبنانياً وفلسطينياً وأردنياً إلى معتقل «خان أبو الشامات»، أحد المعتقلات السرية التابعة لمخابرات القوات الجوية».