الديمان ـ فريد بو فرنسيس
رأى البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير أن اعتصام كل فئة بموقفها «ليس علامة عافية» و«هرطقة ذات محاذير كبيرة وعواقب وخيمة»، لأن الوطن «يسـتأهل أن يتنازل كل فريق عن كبريائه في سبيل المصلحة المشتركة»، داعياً نواب الأمة إلى «أن يكونوا هداتها إلى الخير، لا العاملين بمعاولهم على تقويض كيانها».
وخلال ترؤسه قدّاس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، أمس، ضمّن صفير عظته الروحية المطالبة بضرورة «اشتراك الجميع في الشؤون الوطنية»، لأن «ما من فئة بإمكانها أن تستأثر بالوطن»، محذّراً من «الخطر الداهم الذي يهدّد المجتمع والكيان»، بسبب «اعتصام كل من الفئتين بموقفه، على حساب الوطن وتماسكه».
وقبل القدّاس، عقد صفير خلوة مع السفير الفرنسي برنار إيمييه الذي لفت إلى الأهمية الكبرى التي تعلّقها بلاده على رأي البطريرك ونصائحه، مشدّداً على حسن العلاقة بين لبنان وفرنسا. وصباحاً، استقبل صفير الدكتور داوود الصايغ، موفداً من النائب سعد الحريري، للمرة الثانية خلال 72 ساعة.
وبعد القدّاس، شهد الديمان لقاءات عقدها البطريرك مع زوّاره، التي استهلّت باستقباله وفد منتدى زغرتا ـــــ الزاوية الذي سلّمه وثيقة تأسيس المنتدى الهادف إلى استعادة دور زغرتا الوطني، ثم بلقاء وفد من بلدة حراجل الذي قصده طالباً منه التدخّل لإعادة فتح المرحلة الثانوية في مدرسة راهبات الصليب ـــــ حراجل.
كما التقى صفير المحامي جوزف فرنجية، فعضو «تكتّل الإصلاح والتغيير» النائب يوسف خليل الذي أشار إلى أهمية «التوافق في انتخابات رئاسة الجمهورية، بما يؤدّي إلى مصلحة الوطن وتعزيز الثقة بمؤسّسات الدولة».
ومن زوّار الديمان، أيضاً، النائب بيار دكّاش الذي شدّد على ضرورة «تجنيب قضاء المتن معركة الانتخابات، لأن النفوس مشحونة ومتشنّجة لدى جميع الأطراف اللبنانيين، ولأن الممارسة الديموقراطية لن تكون إلا بالتحدي»، آملاً «أن تتوصّل المعارضة والموالاة إلى وفاق في هذه المرحلة الدقيقة، لأن لبنان مهدّد حالياً والمخاوف كثيرة، ومن واجب اللبنانيين أن يتّحدوا لأنه لا خلاص من الواقع الحالي إلا بوحدة الموقف ووحدة الرؤية والهدف، وهذا يتطلب تضحيات من كل الأفرقاء».
وكان وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي قد جدّد موقف «التكتل الطرابلسي» من ضرورة توافر نصاب الثلثين في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، مؤيّداً بذلك موقف صفير بعدم تطيير النصاب وانتخاب الرئيس بالثلثين، حيث قال من الديمان: «يجب الاحتكام إلى الدستور، وهدفنا هو أن يتم الوصول إلى رئيس توافقي يكون لكل اللبنانيين».
كما التقى صفير سامي أمين الجميل، موفداً من والده الرئيس أمين الجميل، يرافقه وفد من المكتب السياسي لحزب «الكتائب اللبنانية»، وكان بحث في موضوع الانتخابات الفرعية في دائرة المتن.