كمال شعيتو
لم يعلم عادل ح. أن فرحة مقايضة سيارته بسيارة أخرى لن تكون سوى فرحة مؤقتة ستجعله متنقلاً بين مكاتب التحقيق والمحاكم لفترة لا بأس بها عندما اكتشف أنه وقع ضحية سارق ومزوّر أوراق في معرض للسيارات. فقد تقدم عادل بشكوى على المتهم ناجي دندش موضحاً أنه قايض سيارة من نوع ب. أم. حمراء اللون، في معرض لبيع السيارات في الشياح ـــــ كنيسة مارمخايل، بسيارة أخرى من النوع نفسه مع شخص عرّف عن نفسه باسم جمال حسن عساف، تبين لاحقاً أنه المتهم ناجي دندش وأن السيارة المُقايَضة مسروقة وأوراقها مزوّرة.
وأفاد عادل أن لوحة التسجيل التي كانت موضوعة على السيارة، تبين أنها تعود لسيارة من نوع ميتسوبيشي، وأنه دفع للمتهم مبلغ 1000 دولار أميركي عند اجراء المقايضة فرق سعر بين السيارتين. كذلك تسلّم من ناجي بيان قيد افرادي ورخصة سير للسيارة باسم جمال عساف، إضافة الى وكالة بيع للسيارة منظمة لمصلحته من المتهم المذكور وبالاسم ذاته. وقال عادل إنه نظّم وكالة بيع لسيارته لمصلحة ناجي على اعتبار أن اسمه جمال عساف. هذا التزوير والانتحال، استطاع عادل كشفهما عندما ذهب ليسجل السيارة في دائرة مصلحة تسجيل السيارات حيث تبين أنها غير مسجلة باسم جمال عساف، وأن رخصة السير والقيد الإفرادي مزوّران. عندها عمد عادل الى تسليم السيارة الى مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية التي سلّمتها بدورها الى صاحبها الحقيقي، فيما بقيت سيارة عادل في حوزة المتهم دندش الذي توارى عن الأنظار.
لاحقاً، استطاعت القوى الأمنية توقيف الأخير بجرم سرقة وجرى عرضه على التلفاز باسمه الحقيقي، فتعرّف إليه المدعي الذي أكد خلال التحقيقات أن الشخص الذي حصلت معه المقايضة هو المتهم ذاته الذي عُرض على شاشة التلفزيون.. فيما أنكر الأخير في التحقيقات وأمام المحكمة معرفته بالمدعي.
بناء على ما تقدم، وغيره من المعطيات القانونية، ونظراً الى وجود سوابق جرمية متعددة في مجالي سرقة السيارات وتزوير أوراقها، فإن محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي فوزي أدهم، أصدرت حكمها على المتهم ناجي دندش بعقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة ثلاث سنوات.