• فرنسا تشيد بـ «الدور البنّاء» لإيران في إنجاح مؤتمر سان كلو
  • أنهى الموفد الفرنسي جاك كلود كوسران زيارته إلى لبنان أمس، وغادر إلى باريس لإطلاع وزير الخارجية برنار كوشنير على نتائج الاجتماعات التي عقدها في بيروت في الأيام الثلاثة الماضية

    اختتم الموفد الفرنسي جاك كلود كوسران زيارته إلى لبنان أمس بلقاء عقده مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والوزير محمد الصفدي، والنائب غسان تويني.
    وقال الصفدي بعد اللقاء إن «كوسران يعمل على الإعداد لزيارة كوشنير إلى بيروت آخر الأسبوع الجاري، والمواضيع الأساسية التي ستطرح ستتركز حول حكومة الوحدة الوطنية ورئاسة الجمهورية». وأضاف: «تطرقنا إلى تفاصيل المبادرتين ونتائج لقاء سان كلو، وإلى إستمرار البحث، لا سيما أن الموضوع ليس سهلاً»، مؤكداً «وجوب المتابعة لإعادة الثقة المفقودة بين الأطراف اللبنانية، وهي العقدة الأساسية التي يجب تجاوزها للتوصل إلى حل ما، والتمكن من إعادة بناء دولة لبنان ومستقبله».
    ورأى «أن نجاح الحوار يكمن في يد اللبنانيين، وفي يد الافرقاء السياسيين اللبنانيين رغم الصعاب الكبيرة الموجودة»، لافتاً إلى «أن المبادرة الفرنسية هدفها فتح باب الحوار مع الجميع وهي مشكورة على ذلك»، متمنياً «نجاح المسعى الفرنسي في تأمين جو ملائم لانطلاق الحوار واستعادة الثقة وإيجاد حل نهائي للأزمة الحالية، حيث كل الأطراف اللبنانية يهمها لبنان ومستقبل أبنائه».
    وأكد الصفدي «أن هناك إعادة خلط للأوراق» مشيراً إلى أن موقف التكتل الطرابلسي «أسهم بفتح نافذة جديدة يمكن من خلالها التوصل إلى شيء ما، ونحن في التكتل موقفنا واضح: وجود حكومة وحدة وطنية وانتخاب رئيس للجمهورية بالتوازي، مما يعيد الثقة بين الأطراف والقوى اللبنانية. وما نقوم به نابع من ضميرنا، ونحن اللبنانيين نستطيع التحدث على أمل أن نكون دائما عنصراً إيجابياً لأنه واجب وطني علينا وعلى كل لبناني يستطيع أن يقدم ما هو إيجابي لإنقاد لبنان».
    وفي عين التينة، استقبل بري الموفد الفرنسي يرافقه السفير برنار إيمييه، في حضور النائب علي بزي، وممثلي حركة «امل» في مؤتمر سان كلو الدكتور محمود بري والمسؤول عن العلاقات الخارجية في الحركة علي حمدان. وبعد اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة، قال كوسرا: «كان لنا حوار مطول ومفيد مع دولته ركز على تقويم نتائج مؤتمر الحوار في سان كلو الذي عقد في أجواء أجمعنا على أنها إيجابية، وقد درسنا نتائج هذا المؤتمر وتطرقنا إلى النقاشات التي أجريتها في زياراتي للدول المجاورة، وكذلك التي أجريتها في بيروت مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، وهذه النقاشات تدور حول الإعداد للزيارة المرتقبة للوزير كوشنير، وقد عملنا على الإعداد لهذه الزيارة».
    سئل: كيف توجزون زيارتكم للبنان؟
    أجاب: «هذه الزيارة لها هدف محدد هو الإعداد مع كل ممثلي الأحزاب والقوى اللبنانية لأجواء مناسبة للمحادثات المرتقبة التي ستحصل خلال زيارة الوزير كوشنير، وقد عملنا جيداً من أجل الإعداد لها». وعما اذا كانت زيارة كوشنير لا تزال مقررة في 28 و29 الجاري، أجاب: «إننا نعمل على هذا الأساس»، مشيراً الى «انني دائماً متفائل».
    من جهة أخرى، أشادت فرنسا بـ «الدور البناء» الذي لعبته إيران لإنجاح لقاء سان كلو، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين برنار كوشنير ومنوشهر متكي. وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية «مهر» أن كوشنير عبر خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع متكي أول من أمس عن «شكره وتقديره للدور البناء الذي لعبته إيران في دعم اجتماع باريس». واعتبر أن «الحوار والمشاركة بين جميع الفصائل اللبنانية المتعارضة بنوايا حسنة هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة الداخلية في هذا البلد»، داعياً إلى «مواصلة التشاور والتعاون بين إيران وفرنسا من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في لبنان».
    وشدد متكي على «ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية في لبنان والسعي إلى إيجاد حلول عادلة ومتوازنة للأزمة» اللبنانية، منوهاً بـ «أهمية الدور الايجابي والمؤثر» لكل من إيران وفرنسا في هذا المجال. ورحب بـ «مواصلة التشاور البناء بين البلدين للمساعدة على حل الأزمات في المنطقة»، آملاً أن «تتوفر الظروف اللازمة في المستقبل القريب لتحقيق الاستقرار والسلام العادلين بما يخدم مصالح الشعب اللبناني».
    (وطنية، يو بي آي)