تلقّى رسالة تهنئة بالانتصار من نجاد شدّد فيها على التمسك بوحدة لبنان
حيّا رئيس الجمهورية إميل لحود أرواح شهداء المجزرة الثانية التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في بلدة قانا الجنوبية في مثل هذا اليوم من العام الفائت. ولفت إلى «أن شهداء هذه المجزرة الشنيعة التي كان ضحيتها نساء وأطفال، رووا بدمائهم تاريخ هذه البلدة وتعلق اهلها فيها، وإصرارهم على عدم مغادرتها مهما كانت الظروف والمخاطر، وبات هؤلاء الشهداء الأبرياء أمثولة سيذكرها التاريخ ويروي من خلالها بطولات الشعب اللبناني في وجه قوى الإجرام والحقد والإرهاب، وصمودهم الأسطوري في وجه الآلة العسكرية الأقوى والأكثر تحديثاً في منطقة الشرق الأوسط».
وأشار إلى «أن مجزرة قانا الثانية هي وصمة عار تضاف إلى السجلّ الاسرائيلي المليء بالمجازر والإجرام، ودليل إضافي على عدم استخلاص العبر من الممارسات الاحتلالية والعدوانية السابقة، حيث استهدفت هذه البلدة للمرة الثانية بعد مجزرة أولى امتزجت فيها دماء المدنيين اللبنانيين الابرياء بدماء عناصر من القوات الدولية حاولوا توفير الحماية لهم».
وقال: «لم تكن إسرائيل لتواصل عدوانها هذا وجرائمها الوحشية في حق اللبنانيين، لولا الدعم المباشر الذي وفرته لها الولايات المتحدة الاميركية سياسياً وعسكرياً، فكان الجسر الجوي الشهير الذي أُنشئ سريعاً لتزويد الإسرائيليين بأحدث أنواع الاسلحة وأشدّها فتكاً والمحرم استعمالها دولياً، وبات لبنان حقل تجارب لأسلحة تستخدم للمرة الاولى في الحروب، فيما حصدت «القنابل الذكية» المزيد من الشهداء المدنيين».
معتبراً أن «ما يؤلم بالفعل، هو أن هذه الذكرى تتزامن مع قرار الإدارة الأميركية زيادة مساعداتها العسكرية إلى إسرائيل بنسبة 25 في المئة لتصل إلى نحو 30 مليار دولار. وهذا إن دل على شيء، فعلى سياسة الانحياز الاميركي الاعمى إلى إسرائيل، وعلى صحة ما قلناه دوماً للبنانيين وغير اللبنانيين من أن الإدارة الأميركية لن تفضّل لبنان أو أي دولة عربية أو حتى أوروبية على إسرائيل، ولا يتوهمن أحد أن حصوله على بعض الدعم الأميركي سيرجّح كفة لبنان لأن إسرائيل ستبقى بالنسبة إلى واشنطن «الولد المدلل» ولن تغيّر الظروف شيئاً من هذا الانحياز».
وختم بالقول: «إننا، إذ نستذكر اليوم بمزيد من الألم أحداث هذه المجزرة الرهيبة والتي أضيفت إلى مجازر عديدة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق اللبنانيين في مختلف المناطق، لا يسعنا إلا التأكيد على أن صمود أهالي قانا وكل المناطق، كان عنصراً أساسياً في الهزيمة التاريخية التي لحقت بإسرائيل، وستبقى ماثلة في أذهان جنودها لفترة طويلة من الزمن».
إلى ذلك، شدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في رسالة تهنئة إلى لحود «بمناسبة الذكرى السنوية لانتصار المقاومة الإسلامية في لبنان» على تمسك إيران بوحدة لبنان واستقراره. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الحكومية (ارنا) إن نجاد أكد في رسالته أن «استقرار لبنان وعزّته ووحدته هي ما ترمي إليه ايران حكومة وشعباً». وأضاف: «إن قوات المقاومة الإسلامية الباسلة والشجاعة بصمودها، والشعب اللبناني بالتحامه وأنتم بدعمكم المتواصل للمناضلين الشجعان أمام جيش الكيان الصهيوني المدجّج بالسلاح ألحقتم هزيمه نكراء به وسطّرتم ملحمة تبقى ساطعة في جبين التاريخ وملهمة للشعوب الحرة في العالم».
(وطنية، يو بي آي)