البدّاوي ـ الأخبار
تحت شعار «الدماء تجري والعيون معميّة، النداء يعلو ولا يخترق الحصار»، و«من مبادئ حقوق الإنسان عدم التعرّض للمدنيين والحفاظ على سلامتهم»، عقد مؤتمر صحافي في مقر «النجدة الشعبية» في مخيم البدّاوي بدعوة من «حملة المقاومة المدنية»، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية، والمنظمات الأهلية اللبنانية والفلسطينية.
المؤتمر عُدّ أول نشاط علني في هذا الاتجاه منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحي حركة «فتح الإسلام» في 20 أيّار الماضي، وهو توجّه بمناشدات من أجل تحييد المدنيين، داعياً إلى إغاثتهم فوراً، ومنتقداً الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تبرير غيابها أو تغييب نفسها.
رئيس تحرير مجلة «الآداب» الدكتور سهيل إدريس، استهل المؤتمر بكلمة رأى فيها أنّ «ما يجري في مخيم نهر البارد يصعب أن نعدّه عملاً يتجنب إيذاء المدنيين. صحيح أنّ الجيش يقول إنّه بذل جهداً في هذا المجال، لكن من العسير بمكان أن يصار إلى تجنّب إيذاء المدنيين بسبب صغر المخيم وتلاصق مبانيه وتداخل شوارعه؛ ومن ثمّ فإنّ ما يسمى «العملية الجراحية» لن تكون بالطهارة، وليست بالطهارة التي يزعمها أصحابها».
وشدّد إدريس على أنّ الجيش اللبناني الذي أُعتدي عليه «ملزمٌ قانونياً تجنّب قصف البنى التحتية، ومن ضمنها خزّانات الماء، والمساجد، والمنازل السكنية، أيّاً كانت الحجج والذرائع، وعلى رأسها ما يُحكى عن احتماء تنظيم «فتح الإسلام» بتلك البنى وبالمواطنين اللبنانيين».
ونبّه إدريس من أنّ «ما يجري يهدف، من جملة ما يهدف إليه، إلى توريط الجيش اللبناني في حروب مخيمات جديدة، تُسهّل انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية. لهذا، وحرصاً على الجيش وعدم توريطه في دخول المخيم وتدميره، نطالب بإعطاء الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية داخل المخيم، فرصة أطول لتسليم المعتدين على عناصر الجيش قبل أسبوعين، مع إعطاء الضمانات الكافية بأن يخضع المعتدون لمحاكمة عادلة».
ولم يغفل إدريس استنكار الدور الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام في «تبرير تغييبها من جانب عناصر الجيش بحجّة «إفادة الإرهابيين» أو «سلامة الإعلاميين»، مشدّداً على أنّ «من واجب الإعلام أن يؤدي الدور الأعظم في تنوير الرأي العام، وفضح الانتهاكات، ورصد التعدّيات، ويجب أن يصان دوره كاملاً، وألا يصبح الإعلاميون أشبه بالمراسلين المنطمرين أثناء غزو العراق».
ثم توالى على الكلام كلّ من منى واكد من جمعية «التضامن» في مخيم نهر البارد، فأشارت إلى أنّنا «نعاقب على ذنب لم نقترفه، وهذا أمر لا يرضاه أيّ ضمير عالمي»، وعبد الله بركة من «بيت أطفال الصمود» في مخيّمي البدّاوي ونهر البارد، الذي رأى أنّ «ما يحصل هو تدمير ممنهج لمخيم نهر البارد، بحجّة حركة وُجدت فيه برغم أنوفنا»، مشيراً إلى أنّ «المخيم يعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، وأنّه لم يعد موجوداً فيه سوى طبيب واحد يعمل بلا أيّ إمكانات».
بعد ذلك، تحدث باسم شيت عن «مجموعة الدعم اللبنانية»، فحذّر من أنّ كارثة إنسانية ستقع في المخيم، إن لم تكن قد وقعت فعلاً، أعقبته نوال حسن من «جمعية النّجدة الاجتماعية» التي ناشدت الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية «إرساء هدنة لمدة 24 ساعة، من أجل إدخال طاقم طبّي كامل لإجلاء الجرحى والمدنيين ودفن القتلى».
ودانت الناشطة الايرلندية بترلي كويفا باسم منظمة «أصوات في العراء» «القصف الذي يتعرض له المدنيون، والتعتيم الإعلامي على ما يجري»، معتبرةً أنّ «المدنيين يعاقبون بجريرة قلّة».
أمّا نيل سامسوند، الذي تحدث باسم منظمة «العفو الدولية»، فأشار إلى «وجود مئات المعوقين من الأطفال والنساء والشيوخ، وأنّهم يعيشون في مخيمي البدّاوي ونهر البارد ظروفاً إنسانية بائسة».