الهرمل ــ رامي بليبل
بعد 9 أشهر من الانتظار، افتتح السفير الإيراني محمد رضا شيباني أول من أمس جسر العاصي الذي دمره العدو الإسرائيلي خلال حرب تموز، وكان شيباني قد أعلن سابقاً أن أعمال الترميم في الجسر ستنتهي في غضون شهرين، إلا أن مشكلة طارئة ظهرت خلال الأعمال، حيث تبين أن قاعدة الجسر متضررة من القصف، وإعادة صبّها لم تدخل في بنود التلزيم، فتمت مراجعة وزارة الأشغال العامة، التي تأخرت كثيراً في الموافقة على بنود التلزيم الجديدة.
ولفتت مصادر مشرفة على المشروع أنه إضافة الى هذه المشكلة، فقد تأخرت الوزارة في انشاء جسر حديدي بديل، بالإضافة إلى أن الفرنسيين والبريطانيين تعهدوا البدء في ترميم الجسر ثم انسحبوا، وتم تجميد الأعمال الى أن تبنّت الهيئة الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان اعادة ترميمه، وركّب الجيش اللبناني الجسر البديل منذ نحو 7 أشهر. هذا الروتين الإداري فرض على أبناء الهرمل معاناة وتعباً منذ تموز الماضي.
ويبلغ طول جسر العاصي 50 متراً وعرضه 5،12 أمتار وارتفاعه 5 امتار وهو يصل مدينة الهرمل بباقي المحافظات اللبنانية.
افتتاح بعد تأجيل
حفل افتتاح الجسر الذي أجّل غير مرة، حضره إلى شيباني، وزير العمل المستقيل طراد حمادة، المهندس عزام السنكري ممثلاً وزير الاشغال العامة والنقل، عماد صقر ممثلاً الوزير المستقيل طلال الساحلي، وعدد من نواب المنطقة وفاعلياتها.
وأعلن السفير شيباني «الشروع في تنفيذ طريق اوتوستراد بعلبك ــــــ البزالية هديةً من الشعب الإيراني».
وجدد «التزام ايران بدعم لبنان وشعبه، والوقوف الى جانبه».
وأشار السنكري في كلمته إلى أن «اسرائيل استطاعت في الصيف الماضي أن تقتل وتدمّر، لكنها عجزت عن تحقيق اهدافها بتفكيك لبنان او تحويله أرضاً سائبة للفوضى والفلتان».
«لسنا خارجين عن القانون»
ولفت النائب غازي زعيتر إلى أن هذا «الجسر هو رمز للوفاء والعطاء، جسر يربط الهرمل بالبلد في الوقت الذي تجاهلت فيه الحكومة مطالب الهرمل»، محذراً من «الاستمرار في التعاطي مع المنطقة كأنها خارجة عن القانون».
وطالب النائب علي المقداد السلطة «بالقيام بجزء من مسؤولياتها تجاه المنطقة والافراج عن مخصصات مستشفى الهرمل الحكومي».
بعد ذلك، ألقى المهندس حسام خوشنويس كلمة باسم الهيئة الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان، تحدث فيها عن المشاريع التي تنفذها الهيئة في سائر المناطق اللبنانية وعن المشاكل والعوائق التي تواجه العمل، مؤكداً «استمرار وقوف الجمهورية الاسلامية الى جانب شعب لبنان».