حسن عليق
أوضحت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الأخبار» أن الموقوف أحمد مرعي، الذي كان مطلوباً في لبنان بجرائم الاحتيال والسرقة والتزوير، كان على علاقة بالاستخبارات السورية العاملة في لبنان قبل انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005. وذكرت المصادر أن هذه الاستخبارات كانت توفّر تغطية لمرعي على رغم كل الجرائم التي يتهم بارتكابها. وإضافة إلى ذلك، فإن مرعي الذي كان كثير التنقّل بين الدول الأوروبية والأفريقية والآسيوية خلال العامين الماضيين، كان يخرج من لبنان بصورة غير شرعية إلى سوريا، ومنها ينتقل إلى البلدان التي يقصدها.
وعلى رغم ذلك، فإن أحمد مرعي الذي اعترف بأنه ضابط ارتباط بين «القاعدة» و«فتح الإسلام»، لم يعترف بما ذكره شقيقه محمد في التحقيق من أن أحمد كان ينقل التعليمات من مدير الاستخبارات العسكرية السورية اللواء آصف شوكت إلى قائد «فتح الإسلام» شاكر العبسي. يذكر أن أحمد مرعي أصيب بوعكة صحية خلال التحقيق معه لدى فرع المعلومات في ثكنة المقر العام للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، استدعت نقله إلى أحد المستشفيات، حيث تلقى العلاج قبل أن يُعاد إلى مكان توقيفه، وتناقلت بعض الأوساط معلومات عن تعرضه للتعذيب أثناء التحقيق معه لدى فرع المعلومات. ويتابع القضاء العسكري تحقيقاته مع مرعي التي بدأها مطلع الأسبوع الجاري، على أن يستكملها نهاية الأسبوع.
إلى ذلك، ذكرت المصادر أن أبو خالد العملة، مساعد قائد «فتح الانتفاضة» المقيم في دمشق، كان عند تأسيس «فتح الإسلام» قد نسّق مع شاكر العبسي للسيطرة على مخيمات نهر البارد والبداوي وشاتيلا، وطلب منه إيواء ما بين 50 و60 إسلامياً من الفلسطينيين والسوريين وجنسيات عربية أخرى، كان العملة قد وفّر لهم بطاقات هوية فلسطينية ولبنانية مزوّرة. وطلب العملة من العبسي تدريب هؤلاء، فتلقّوا تدريبات عسكرية في مركز صامد في مخيم نهر البارد بعد انتقالهم إلى المخيم المذكور من مخيم البداوي. وإن عدداً منهم تلقى تدريبات أمنية على تصنيع المتفجرات واستخدامها وصنع الأحزمة الناسفة، وذلك على أيدي عناصر أصولية متشددة في مخيم عين الحلوة. وإن هؤلاء الأشخاص خضعوا لدروس دينية في المخيم المذكور.
يذكر أن أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان سلطان أبو العينين صرّح لوكالة الصحافة الفرنسية نهاية العام الماضي بأن السلطات السورية أوقفت أبو خالد العملة في دمشق، موضحاً أن العملة «يقف وراء مجموعة مؤلفة من حوالى 150 عنصراً مقاتلاً ذوي ميول عقائدية قريبة من القاعدة». وأشار الى أن المقاتلين «كانوا في العراق وأُدخلوا الى لبنان»، من دون أن يوضح كيفية دخولهم.
وفي سياق التحقيقات، لم يتسلم القضاء العسكري أمس أي موقوف جديد ممن تحقق معهم الأجهزة الأمنية بأحداث الشمال، ليستقر العدد على 38، استجوب قاضي التحقيق العسكري الأول القاضي رشيد مزهر أمس اثنين منهم.
وحتى أمس، سلّم القضاء العسكري جثتين لمقاتلين لبنانيين من «فتح الإسلام» لذويهما، بعدما تقدموا بطلبات لتسلّمهما. ويعمد القضاء العسكري إلى تسليم الجثث بعد إجراء فحوص الحمض النووي DNA للتحقق من أن الجثث عائدة للأشخاص الذين يتقدم ذووهم لتسلّمهم. وإضافة إلى الجثتين، تقدّم ذوو مقاتلين فلسطينيين اثنين بطلبات لتسلّم جثث ابنيهما.