strong>تميز اليوم السابع والعشرون من المواجهات العسكرية في مخيم نهر البارد بتكرار مجموعة فتح الإسلام عمليات تفخيخ الأبنية المخلاة، الأمر الذي أدى إلى سقوط أربعة شهداء للجيش اللبناني الذي سجل تقدماً ملحوظاً تميز عبر رفع أعلام لبنانية على أبنية في محيط المخيم الجديد
استشهد أربعة جنود لبنانيين على الأقل في مخيم نهر البارد أمس، حيث يواصل الجيش منذ نحو أربعة أسابيع مواجهة عناصر مجموعة فتح الإسلام والسيطرة على مواقعها.
وقال ضابط في المنطقة إن «مفخخات انفجرت في وجه قوة من الجيش في احد أطراف مخيم نهر البارد، وهو ما أدى إلى استشهاد ثلاثة جنود فوراً فيما قضى الرابع متأثراً بجروحه خلال نقله». وأصيب عدد غير محدد من عناصر الجيش في العملية التي جرت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة.
ونعت قيادة الجيش ــــــ مديرية التوجيه الشهداء وهم: أيمن صالح مشيمش من مواليد 10/11/1981 كفر صير ــــــ النبطية، الرقيب الشهيد علي رفيق موسى من مواليد 3/8/1980 القصيبة ــــــ النبطية، العريف الشهيد الياس حنا الأحمر من مواليد 22/11/1985 سفينة الدريب ــــــ عكار، العريف الشهيد ميلاد حنا سعادة ــــــ من مواليد 25/12/1983 دير الأحمر ــــــ بعلبك.
واستأنف الجيش بعد ظهر أمس قصفه المدفعي الثقيل لمواقع تمركز فتح الإسلام عند الواجهة البحرية للمخيم فيما كانت تدور اشتباكات متقطعة بين الطرفين بالأسلحة الخفيفة. وارتفعت سحب الغبار جراء انفجار القذائف قرب المداخل الجنوبية للمخيم. وسُجل تبادل اطلاق نار بأسلحة رشاشة في القسمين الشمالي والشمالي الشرقي للمخيم حيث يؤكد الجيش أنه تقدم في اتجاه مواقع تراجعت فيها حدة اطلاق النار بوضوح. ويواصل الجيش توسيع نطاق سيطرته على مواقع مجموعة فتح الإسلام. وفي دلالة على تقدمه، رفع الجيش الأعلام اللبنانية على مبنيين مدمرين في شرق المخيم الجديد المكتظ بأبنية مرتفعة من الاسمنت شيّدت عشوائياً لتؤلّف امتداداً عمرانياً للمخيم القديم الذي أقامته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عام 1949. وأعلن الجيش في بيانات أن وحداته العسكرية تتابع توسيع نطاق سيطرتها وشل حركة ما بقي من عصابة الإرهابيين وإحكام الحصار عليهم، حيث قامت مجموعة من القوات الخاصة التابعة للجيش بتدمير مخزن أساسي للذخائر والاعتدة، وبقيت أصوات الانفجارات تتردد لفترة طويلة.
وأضاف البيان «إن قيادة الجيش، تخفيفاً من معاناة أهالي المخيم الآمنين، تؤكد عدم جدوى متابعة هذه العصابة الضالة للقتال، وتحذّر أفرادها من التمادي في تفخيخ ممتلكات الناس وتفجيرها، مثل المساجد ودور العبادة والمؤسسات الإنسانية والتجارية، وتدعوهم إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم كي يبعدوا عنهم المصير المحتم، والذي لا بديل له سوى خضوعهم للإرادة الوطنية الجامعة بتحقيق العدالة».
وتسلم الجيش، الخميس، الفلسطيني عمر ابو مرسي طبيب مجموعة فتح الإسلام والذي كان في مخيم البارد بحسب مصدر أمني. من ناحيته، ناشد علي بركة مسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس السلطات اللبنانية «الإسراع في الموافقة على إقامة مربع امني آمن من أجل إنهاء ظاهرة فتح الإسلام بحل سياسي».
وقال بركة «اتفقنا مع السلطات اللبنانية على إقامة مربع امني آمن للمدنيين الباقين في المخيم يكون في منأى عن القصف» مشدداً على «الظروف الصعبة» التي يعيشون فيها. وأوضح أن «الفصائل الفلسطينية مجتمعة ستقوم بحماية هذا المربع كيلا تدخله عناصر فتح الإسلام، إلا إذا أرادوا الاستسلام». وأضاف «إذا أراد عناصر فتح الإسلام دخول المربع بصفتهم مقاتلين فسنتصدى لهم عسكرياً».
وكان مصدر فلسطيني قد أكد أن قوة مشتركة من الفصائل الفلسطينية ستقوم «بفصل المدنيين الباقين في المخيم عن اماكن وجود عناصر فتح الاسلام بهدف محاصرة هذه الظاهرة». وأضاف «وافق الجيش اللبناني على دور هذه القوة» مشيراً إلى «أن إعدادها يتطلب يومين أو ثلاثة أيام». وتم إجلاء نحو 635 مدنياً منذ بداية الأسبوع من مخيم نهر البارد، حيث ما زال هناك نحو ألفي فلسطيني متجمعين في الناحية الجنوبية أي داخل المخيم القديم. وكان الجيش قد اعتقل اكثر من مئة شخص يشتبه في انتمائهم إلى فتح الإسلام، لكن 38 منهم فقط أحيلوا حتى الآن على القضاء بعد استجوابهم.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أن فرقه أخلت أمس 13 مدنياً من مخيم نهر البارد، وذلك بعد دخول سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إلى المخيم بموافقة الجيش. وأثناء عودة السيارات إلى خارج المخيم أخلت المدنيين الذين تسلمهم الصليب الأحمر اللبناني على مدخل المخيم ونقلهم إلى مخيم البداوي. ولقد ادى إطلاق النار على اوتوستراد المنية الى إصابة مواطنة من آل طه ونقلت إلى مستشفى الخير للمعالجة.
(الأخبار، وطنية، ا ف ب)