strong> ثائر غندور
انتهت دورة كرة القدم في إحدى كليات الفرع الأول في الجامعة اللبنانية بفوز فريق التعبئة التربوية في حزب الله على فريق حركة أمل. ابتسم مسؤول التعبئة في العام الدراسي الماضي، وقال لمسؤول حركة أمل الحالي في الكلية «هذه بروفة عن الانتخابات». ثم استدرك قائلاً: «إذا حصلت». المسؤول السابق يعلم جيداً أن الانتخابات غير واردة هذا العام، وإذا جرت هناك خياران أمام حزب الله: إما الانسحاب من المعركة أو خوضها ضدّ حركة أمل، أما التحالف مع الحركة فغير وارد حالياً لأنّ هذه الأخيرة تطالب بزيادة عدد مقاعدها في المجلس، فيما يعتقد حزب الله أنّه قادر على الفوز بغالبية المقاعد بشكل منفرد.
إذا كانت الصورة في الظاهر على هذا النحو، فالدخول في التفاصيل يكشف أن تجربة التحالف بين «الحزب» و«أمل» لم تنجح في العام الجامعي (2005ـ 2006)، و«أمل» التي سيطرت على الكلية لسنوات طوال، وخسرتها في العام (2004 ـ 2005)، ثم عادت إلى نيابة الرئاسة على حصان حزب الله وتحالفات المعارضة ضد 14 آذار، لم تستطع حتى الآن الاقتناع بوجود قوى شريكة في إدارة مجلس طلاب الفرع. وبدا المجلس في العام الماضي أشبه بحصان برأسيْن، يشدّه كلّ طرف منهما إلى جهته. أمّا النتيجة فلا انتخابات هذا العام.
العلاقة بين شباب حزب الله وشباب حركة أمل، ليست في أفضل حالاتها، وهي لم تصل إلى درجة التحالف في القاعدة، على الرغم من أنّ هذين الحزبين في تحالف سياسي انتخابي منذ عام 1992. وإذا اطّلعنا على نموذج العلاقة بين القاعدة الشبابية عند حزب الله والتيار الوطني الحرّ، نجد فرقاً شاسعاً بين التجربتين. فـ«العونيون» و«المقاومون» استطاعوا الوصول إلى مستوى عال من الانجذاب بين القاعدتين، حتى قبل التحالف السياسي، في حين لا تنطبق هذه الحالة على العلاقة بين «الأمليين» و«المقاومين».
ففي كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــ الفرع الأول ومعهد العلوم الاجتماعية ـــ الفرع الأول، فرط عقد الانتخابات في اللحظة الأخيرة، لأنّ القوّتين لم تستطيعا الوصول إلى لائحة مشتركة. وقد علّق مجلس طلاب الفرع الأول في كلية الآداب الانتخابات الطالبية التي كانت مقرّرة الأربعاء في 25 نيسان الماضي «نظراً للظروف العامة التي تمر بها البلاد، وإيماناً بمبدأ المشاركة، واعترافاً بالتمثيل لكل الأطراف، وانطلاقاً من شعار وحدة الجامعة والحفاظ عليها» كما جاء في بيان المجلس حينها. وقال رئيس مجلس الفرع عباس قطايا «إنّ من يراهنون في يوم من الأيام على خوض حركة أمل وحزب الله الانتخابات في لوائح منفصلة، يحلمون في اللاوعي».
وقد تجمع طلاب حركة أمل بُعيد إعلان قرار التعليق، ملتحفين بعلمهم وردّدوا بعض الشعارات منها «حلّها يا بري حلّها، الدنيا بدنا نحتلها، ما بدنا كرسي وحدة بدنا الكراسي كلها».
لم يكن الاحتقان بين طلاب التنظيمين الشيعيين خلال الانتخابات وليد لحظته، فقد شاركت إحدى طالبات السنة الأولى في الكلية، والتي تسكن في منطقة الشيّاح، في الاجتماعات التي يعقدها هذان الحزبان. «حركة أمل اعتبروني قريبة منهم لأني أسكن في الشيّاح، لكنني أقرب إلى حزب الله». حضرت «إبنة الشيّاح» اجتماعيْن لحركة أمل في الجامعة، «أقفلوا الأبواب خوفاً من أن يتجسس عليهم حزب الله، ثم بدأ المسؤول يكيل الاتهامات لهم بشكل كبير ممّا نفرني منهم». ثم تُضيف أنها تأكّدت من أن شبّان أمل يتجسّسون على اجتماعات التعبئة التربوية في الجامعة؛ «إذ كانوا يرسلون أحداً ليلصق أذنه بالباب».
واللافت أن حزب الله لا يستقبل في صفوفه شباناً تركوا لتوّهم حركة أمل حتى لا يختلق مشاكل معها، وينطبق الأمر بشكل أساسي على منطقة الشيّاح.
تطول قصص الاختلافات بين شباب «أمل» و«حزب الله»، وتحتاج كتابتها إلى صفحات رغم أن شباب هذين الحزبين يتحفظون على ذكر أسمائهم، خوفاً من إجراءات تُتخذ بحقّهم.