البيّاضة - رندلى جبّور
«لا أمن سوى الذي توفّره بندقية الجيش... وشتّان بين أمن للمواطن وأمن كامن له»


حذّر رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون من وجود «فئات غير واعية، تحاول توظيف الجيش في أدائه ومهماته ونتائج هذه المهمات»، داعياً الى ضرورة تقديم الدعم «الشامل والمطلق، وبأفضليات ملحّة» إلى مؤسّسة الجيش التي تعمل في ظلّ حكومة «بدأت تبني ميليشياتها، وكأنها تريد تمزيق الأرض»، وذلك «من دون إدخال هذه المؤسّسة في الجدل السياسي العقيم»، إذ «لا أمن سوى الذي توفّره بندقية الجيش».
وإذ أشار الى أن السلاح غير الشرعي «يفترس نفسه وبيته... وشتّان بين بندقية الطمأنينة، والبندقية المرهبة، وبين أمن للمواطن، وأمن كامن له»، لفت الى أن الجيش الوطني هو «جيش نظام لا يدافع عن حكومة أو حزب سياسي، بل عن جميع مكوّنات المجتمع الــــذي ينبثق منه. لذلــــــك، وجُب تعزيزه الآن وليس غداً. فقـــــــــــوى الأمن ليست مُعدّة وقــــــادرة في وقت قريب على مكافحة الإرهاب وضرب مقوِّضي الاستقرار».
وخلال حفل قدّاس أقامه التكتّل في كنيسة القيامة ــــــ البيّاضة، أمس، عن راحة أنفس شهداء الجيش اللبناني والصليب الأحمر الذين قضوا في معارك مخيم نهر البارد، في حضور ممثل قائد الجيش العميد سمير شري ورئيس الصليب الأحمر اللبناني سليم الدحدح وجمع من نواب وأنصار التكتل، ألقى الأب طوني غزال عظة، وجّه خلالها نداءين: الأول، إلى السياسيين لـ«يعيدوا الاعتبار إلى الشأن السياسي، بما فيه خدمة للشأن العام». والثاني، إلى الشباب لـ«يعطوا الحياة الاجتماعية والسياسية انطلاقة جديدة».
بدوره، استهلّ عون كلمته بتوجيه تحية الوفاء إلى الشهداء الذين «ليسوا صوراً تسقط من ألبوم، ولا أسماءً تُشطب من سجل وتُحفر على لوحة، بل رمز العطاء المطلق والخلود».
ومن عبق معاني الشهادة التي كانت حاضرة جلياً في المكان الأكثر تجسيداً لها، تطرّق عون الى القرار الذي اتخذته الحكومة «الساقطة» وقضى بإلغاء عطلة يوم الجمعة العظيمة واستبداله بيوم آخر، مبدياً أسفه لـ«أن يقرّر الاحتفالات الدينية من لا يفهم معانيها وتلازمها»، إذ إن هذا القرار «خارج عن مبادئ الأخلاق، وهو سيسقط مع قرارات أخرى كثيرة ومثيلة»، مشدّداً على أهمية «ألّا ندع حمَلة الهويات المشبوهة يحدّدون هويتنا».
وختم عون كلمته بتوجيه الكلمة الى الشهداء، قائلاً: «باستشهادكم أصبحتم بحجمِ الوطن، فلا أحد يمتلك أن يوظّفكم»، قاطعاً الوعد بـ«عدم الاستكانة» قبل معرفة جميع الحقائق والظروف التي أدّت الى استشهادهم.
وبعد اختتام الحفل، توجّه الحضور الى ضريح الجندي المجهول، حيث وضع ممثل عون النائب إدغار معلوف إكليلاً من الزهر عليه، تكريماً للشهداء واعتزازاً
بشهادتهم.