كامل جابر
أقفل خالد نهرا أمس، متجره في إبل السقي «حزناً على الذين سقطوا من عناصر اليونيفيل، وخصوصاً عناصر الكتيبة الإسبانية، فالذين سقطوا هم من أصدقائي، لهم أغراض عندي، هدايا لأطفالهم وعائلاتهم طلبوا مني إعدادها لهم، كانوا سيغادرون بعد أسابيع قليلة. كانوا يأتون إلى متجري في كل يوم تقريباً، لم يأتوا اليوم، الله يرحمهم».
وإذ ينعى نهرا أصدقاءه وزبائنه «إنما أنعى حالتنا الأمنية والاقتصادية؛ فمن الطبيعي أنهم إذا لم يجدوا من يحميهم من هذا القتل الإجرامي، أن تكون سلامتهم قبل كل شيء، ومن الطبيعي ألا يخرجوا للتبضع والشراء في القريب العاجل وربما بالمطلق، هذا ما جرى منذ الانفجار المشؤوم. الإسبان يبلورون حالة اقتصادية كبيرة تعتمد عليها معظم المؤسسات والمحال التجارية في المنطقة الحدودية، من حاصبيا حتى الناقورة، أتمنى اكتشاف القتلة حتى تعود الحالة إلى ما كانت عليه قبل الانفجار».
ويرى الياس اللقيس أن «الضربة لم تستهدف اليونيفيل وحدهم، بل وُجهت إلى كل أبناء الجنوب، وفي كل الاتجاهات، أنا مثل غيري لم أعد أعرف ما سيحمله لنا المستقبل».
وقال المهندس أسعد باسم من منتدى المرج للتنمية وحماية البيئة في الخيام «إن المتفجرة التي وضعت في مرج الخيام والتي استهدفت قوات الطوارئ هي عمل غريب عن أبناء المنطقة عموماً وأبناء الخيام خصوصاً، ويدينه الأهالي بشدة؛ إذ يأتي ضمن مخطط مشبوه يهدف إلى إيجاد هوة بين أبناء المنطقة والمجتمع الدولي وافتعال بلبلة لمنع الجنوبيين من إعادة التقاط أنفاسهم بعد عدوان تموز».
هذا الاستنكار العارم، عمّ مختلف بلديات المنطقة التي كانت على علاقات وثيقة بكتائب اليونيفيل، ولا سيما الكتيبة الإسبانية، التي تنفّذ العديد من المشاريع الخدماتية والصحية والاجتماعية، في كثير من القرى الجنوبية بالتنسيق مع بلدياتها. وتلقّت قيادة الكتيبة الاسبانية في مقرها، في بلاط، العديد من اتصالات الاستنكار والتعزية، كذلك اتصلت مرجعيات روحية ودينية معزية وشاجبة للحادثة.
ما جرى عصر الأحد، لم يحدّ من دوريات اليونفيل، بل لوحظ تكثيف للدوريات المؤللة في مختلف الاتجاهات وعلى كل الطرقات الحدودية والداخلية وحتى الزراعية، وما تبدل أن هذه الدوريات لم تعد تتوقف أمام متاجر المنطقة ومطاعمها، لشراء ما يلزم، فيما لم يتوان عناصرها عن إلقاء التحيات على المواطنين والصحافيين.