أكد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود تصميمه على «تسليم الأمانة على نحو يجمع اللبنانيين ولا يفرّق في ما بينهم أو يدفعهم الى التقاتل»، مشيراً الى أن تأليف حكومة ثانية «يؤدي الى تقسيم لبنان، إذ سيتصارع الأفرقاء على الوزارات»، لكن «بقاء الحكومة الحالية غير الشرعية، بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا، سيجرّنا الى وضع أسوأ والى مشاكل لا نعرف كيف تنتهي».وإذ شدّد على أن الحل الوحيد يكمن في «أن يكون جميع اللبنانيين يداً واحدة، في الحكم أو خارجه، وأن يعملوا على تأليف حكومة إنقاذ أو حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت»، أشار الى أنه أمام عدم تحقّق ذلك سيلجأ الى الحل الذي يتيحه له الدستور، والذي لن يعلن عنه «حتى لا يبدأ البعض بإطلاق النار عليه، ونحن نعرف من يملك الإعلام اليوم».
وكان لحود قد أعلن هذه المواقف، أمس، خلال استقباله وفداً من «اللقاء الإسلامي الوحدوي» برئاسة عمر غندور الذي رأى أن «أي حكومة يمكن أن يؤلّفها رئيس الجمهورية هي حكومة لبنان، لأن الحكومة الحالية غير موجودة»، مبدياً تخوفه من «الهجمة الدولية على لبنان التي تعكس مصالح الدول الشخصية لا مصلحة لبنان».
بدوره، لفت رئيس الجمهورية الى أن «الجيش الوطني هو ما يجمع لبنان اليوم»، داعياً الى ضرورة «عدم استنزافه، لأن لديه مهمات عديدة على صعيد كل لبنان»، ومضيفاً: «في الماضي، كانوا يكبّلون الجيش بالموازنات والمساعدات. واليوم، يتغنون بالجيش الوطني، الذي لم يصبح كذلك بالسهولة التي يتخيلها البعض. أذكر تماماً أننا عندما أردنا دمج الألوية، واجهتنا الاعتراضات من بعض من يمدح الجيش اليوم».
وذكّر لحود بأن الجيش «كان الى جانب المقاومة الوطنية، ما أدّى الى تحرير لبنان، والانتصار على إسرائيل».
وأكّد رئيس الجمهورية أنه يريد «تسليم الأمانة بطريقة يكون فيها اللبنانيون مع بعض، ولا يتقاتلون كما حصل في الماضي»، مضيفاً: «منذ 18 عاماً، أعلنت أنه لن تحصل حرب أهلية في لبنان. سخر البعض من قولي، لكن الحرب لم تحصل. لذلك، أؤكد لكم أنني حين أصل الى الوقت المناسب، ولن أنتظر حتى آخر ولايتي، وحين أرى أن من واجباتي اللجوء الى الحل المناسب، فسأقوم بذلك».
وإذ أشار الى وجود «صعوبة» أمام الخيار الذي سيلجأ اليه، علماً أن «المسؤولية يجب أن يتحملها رئيس الجمهورية»، شدّد على أهمية «أن يتحمّل جميع اللبنانيين هذه المسؤولية معي، لأننا لا نريد لأولادنا أن يهاجروا من البلاد، بسبب احتماء البعض بدعم أميركا لفعل ما يشاء»، خاتماً بالقول: «يجب أن يتم تأليف حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت، وبالاتفاق بين جميع اللبنانيين.. وإلا فلدى رئيس الجمهورية واجبات عليه أن يقوم بها».
من جهة ثانية، استقبل لحود الرئيس سليم الحص، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة في البلاد والأفكار المطروحة لمعالجة الوضع القائم. وبعد اللقاء، غادر الحص من دون الإدلاء بأي تصريح. كما استقبل الفنان اللبناني سامي حبيقة (كلارك)، يرافقه الوزيران السابقان وديع الخازن وبشارة مرهج، ووفداً من «جمعية القديس مار منصور دو بول» برئاسة ألبير الزغبي، وعدداً من أفراد عائلة حبيقة.
وخلال اللقاء، نوّه لحود بمسيرة الفنان كلارك الفنية التي «تخطّت حدود لبنان لتصل الى العالمية»، ومنحه وسام الاستحقاق الفضي ذا السعف، تقديراً لـ«مسيرته المشرّفة».
على صعيد آخر، استقبلت عقيلة الرئيس لحود السيدة أندريه في قصر بعبدا الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، التي قدّمت شكرها الى رئيس الجمهورية وعقيلته على مواساتهما لها في وفاة شقيقتها علياء الصلح خلال المأتم والتعازي.
ورأت الصلح أنه «من المهم جداً أن يشعر الإنسان أثناء مصابه الأليم، بوجود أصدقاء يقفون الى جانبه ويتحسّسون آلامه»، مؤكدةً أن الرئيس والسيدة لحود كانا من أقرب الناس اليها خلال مصابها.
من جانبها، أثنت لحود «على دور الفقيدة علياء الصلح الذي أصبح في ذاكرة اللبنانيين.