strong> ثائر غندور
ما الذي يحصل سياسياً في البلد؟ هل استطاعت جريمة قتل «الزيادين» حلّ الأزمة السياسية؟ أسئلة تبادرت إلى أذهان المعزّين أمس بالشهيدين في وطى المصيطبة، حين سمعوا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، يقول «غزلاً» في النائب وليد جنبلاط حين ناداه بـ«الزعيم الوطني ابن الكبير كمال جنبلاط، عملت جيداً وأسست لمستقبل وطني. وهذا الشبل من ذاك الأسد»، ثم مازحه قائلاً: «تيمور تزوّج «زعيترية» (نسبة إلى عائلة زعيتر) يعني صار شيعي؛ أنا ووليد بيك والشهيد قبلان أكراد، ومش عيب يكون الواحد كردي». وأضاف: «هناك أمور قد تخرجك عن اعتدالك أو عن صوابيّتك يا وليد بيك فنحن نعذرك».
وأضاف قبلان: إن الشيعة لا يكرهون أحداً، ونحن «جئنا لهذه الدار العريقة في الوطنية وفي الإسلام مع أهلنا عشائر البقاع من كل الطوائف وبالخصوص آل شمص الأشاوس، هذه الجريمة نستنكرها ونطالب الدولة بوضع اليد على القتلة من أي فئة كانوا، نحن نرفع الغطاء عن كل قاتل ومجرم ومفتن. لذلك جئنا إلى هذه الدار حتى نفتح صفحة جديدة في العلاقات بالتوجه في المسيرة».
بدوره، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن أعلن تأييده لحكومة السنيورة «وأعتقد أن المفتي قبلان يؤيدني في هذا الكلام». وأشار إلى أن طائفة الموحدين الدروز تؤمن بالوطن والاستقلال، «لكننا في طائفتنا لا نقبل، وعذراً إذا قلت، أن تمر معادلة باستثناء، أوجّه التحية اليوم لرئيس اللقاء الديموقراطي الذي تمنى عليّ ألّا أذكر موقفه، لكن اسمه في قلوبنا جميعاً، لأنني أعلم علم اليقين أن الوفاق ونبذ الفتنة من شيمه، كما إننا لن نقفل الأمل أبداً على رئيس حركة «أمل» رئيس مجلس النواب على أمل إنقاذ الاستحقاق الرئاسي المقبل».
وحيّا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني مواقف جميع القادة السياسيين والروحيين الذين احتووا هذه الجريمة وآثارها، «ونترك جميعاً العدالة لتأخذ طريقها في القضاء اللبناني وفي يد الدولة، وأيضاً مما يرفع الفتن من بين أيدينا أن نرفع الغطاء عن أي مرتكب سواء لهذه الجريمة أو لأي جريمة وقعت أو ستقع في وطننا لبنان». ودعا إلى العودة بالعمل السياسي إلى المؤسسات الدستورية وترك الشارع الذي يترك ردات فعل وانفعالات «وهو ليس بالمكان الصالح لا للسياسة ولا لشيء آخر، وإنما هو صالح لبناء هذا الوطن حينما ينصرف كل مواطن إلى عمله وإلى مؤسسته».
وأعلن الوزير غازي العريضي أن الدولة وضعت يدها على هذه الجريمة، والتحقيق أصبح على مشارف النهاية، وبات معظم المعلومات متوافراً لدى الأجهزة الأمنية. وتساءل عن مصير التحقيق في قضية «الشاب الشهيد عبد الباسط مطر بعد شهر ونيف من الوقت،رغم أننا أعددنا ملفاً وسلّم إلى القضاء بعد كل هذا الوقت».
وكان وفد من عشيرة آل شمص برئاسة النائب السابق يحيى شمص وزعيم العشيرة عباس شمص قد قدما التعازي لوالدي الشهيدين زياد غندور وزياد قبلان، في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الوزير خالد قباني، الوزير غازي العريضي، النواب: وليد جنبلاط، الياس عطا الله، أنطوان زهرا، مروان حمادة، وائل أبو فاعور، وليد عيدو، مصطفى هاشم، محمود المراد، عمار الحوري وعزام دندشي، أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، أعضاء من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وحشد من المشايخ والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية والدينية.
وبعد الكلمات، توجه وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني والنائب وليد جنبلاط صوب زملاء الشهيد زياد غندور لمواساتهم، وطلب منهم قباني الاجتهاد وفاءً لزياد.
وكان وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وآل شمص قد زار دار الإفتاء قبل أن ينتقل مع المفتي قباني إلى وطى المصيطبة. وقام وفد يمثل العلّامة السيد محمد حسين فضل الله، برئاسة نجله السيد علي فضل الله، بزيارة أهل الشهيدين معزياً.