توالت أمس ردود الفعل على تقرير لجنة فينوغراد عن حرب تموز، وفيما اعتبر حزب الله أن انتصار المقاومة يستوجب التهنئة رأى فريق 14 آذار أن النصر مثل الهزيمة يحتاج الى محاسبة ومساءلة، داعياً الى تأليف لجنة تحقيق في نتائج الحرب، ومكمن الربح والخسارة فيها.وإذ أشار عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب وليد عيدو في حديث تلفزيوني الى ان فريق 14 آذار ذهب الى أبعد ما يمكن في دعم المقاومة في تلك المرحلة، وهذا أمر لا نريد شكراً عليه لأنه واجبنا، دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى تأليف لجنة تحقيق في حرب تموز «ونجاحات الحرب وإخفاقاتها وأسبابها ونتائجها لنعرف ماذا جرى في الحرب وما هي نتائجها وأين ربحنا وأين خسرنا وماذا كلفتنا والى أين أوصلتنا وما هي انعكاساتها الاقتصادية والمذهبية». واعتبر ان كل ما قيل عن تواطؤ كبير لقادة 14 آذار هو كلام سياسي لم يترجم مرة بأي دليل.
من جهته رأى النائب السابق غطاس الخوري أن الإخفاقات الاسرائيلية كانت واضحة منذ اليوم الأول للحرب، لافتاً الى ان قوى 14 آذار تدعو الى المحاسبة والمساءلة «فكما الهزيمة تحتاج الى مساءلة، النصر أيضاً يحتاج الى محاسبة ومساءلة، لأنه لا تستقيم الأمور من دون المحاسبة والمساءلة»، وأشار الى ان «ما يخيف الجميع هو عودة الاسرائيلي الى التشنج والى محاولة تصحيح أخطائهم بحروب جديدة».
في المقابل اعتبر رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد في تصريح ان تقرير فينوغراد «يظهر في شكل غير مباشر، صدقية المقاومة ويبرز حقيقة الانتصار الذي نجحت في إحرازه. وهو يكشف في المقابل كذب فريق السلطة في لبنان الذي حاول قلب الحقائق وتصوير انتصار لبنان والمقاومة بأنه هزيمة»، مؤكداً «ان النصر الذي أحرزته المقاومة في لبنان يشكل انتكاسة مدوّية للمشروع الأميركي في لبنان والمنطقة، ويشكل إدانة صارخة للأنظمة العربية التي وفرت التغطية السياسية للعدوان».
وأكد «رئيس جبهة العمل الإسلامي» الداعية فتحي يكن في تصريح أنه «ليس من قبيل المبالغة القول إن تقرير لجنة فينوغراد كان بمثابة ضربة قاضية لسياسة كل من واشنطن وتل أبيب، ولبعض المراهنين عليهما من قوى الرابع عشر من شباط».
واعتبر عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي «ان النصر يحتاج الى احتفال وتهنئة ومباركة والى تأييد، ومن ثم الى بحث الثغر التي كانت أثناء الانتصار من الجهة التي خاضت الحرب والمواجهة، ولا يحتاج الى مساءلة، لأن المساءلة تكون لمرتكبي الحماقات والمخالفات ومخالفة القوانين، ولا تكون المساءلة عند تحقيق انتصار للوطن وللأمة ككل وللمنطقة»، مشيراً الى ان «أغلب فريق 14 شباط هرب من التهنئة وتمسّك بالهزيمة والإحباط والذل والهوان، وهذه وصمة عار في تاريخه نتمنى ان يخرج منها».
وهنأ الحزب السوري القومي الاجتماعي «رجال المقاومة، وأحزابها، واللبنانيين الأحرار بهذا الانتصار التاريخي على العدو» داعياً «أولئك الذين راهنوا على هزيمة المقاومة أن يخرجوا عن صمتهم المريب الذي لاذوا به بعد صدور تقرير فينوغراد، ويعترفوا للمقاومة بعظيم إنجازها».
(وطنية، أخبار لبنان)