المنية ـــ عبد الكافي الصمد
شهد اليومان الفائتان اتّساع رقعة المشاورات واللقاءات بين فاعليات منطقة المنية ووجهائها وعلمائها، من أجل وضع حدّ للأزمة التي أثارها وقف عضو مجلس أمناء «تجمّع العلماء المسلمين» الشيخ مصطفى ملص عن الخطابة والإمامة في مسجد المنية الكبير، بقرار من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ودائرة أوقاف طرابلس.
وتركت المبادرة التي أطلقها ملص من على منبر مسجد المنية، الجمعة الفائت، ارتياحاً لدى أهالي المنطقة، إذ إنه «ترك للعلماء والحكماء ووجهاء العائلات والفاعليات أمر حلّ هذه المسألة»، بحسب ما أشارت أوساط متابعة لـ«الأخبار».
وإذ أثنت الأوساط على مبادرة ملص «الجدية والمنطقية، والتي تهدف إلى تجنيب المنطقة أية تجاذبات سياسية وعائلية وشخصية»، لفتت إلى أنّ الاتصالات في هذا الشأن «لا تستثني أحداً من الأطراف»، وإلى أنه «من المفترض أن يتبلور موقف محدّد من المسألة قبل يوم الجمعة المقبل».
بدوره، فضّل ملص عدم التعليق على هذا الموضوع، بعدما ترك للّجنة مهمة «اتخاذ القرار المناسب»، مؤكّداً لـ«الأخبار» أنّه سيلتزم أي قرار تتخذه اللجنة، و«ما زلت عند كلمتي التي قلتها في هذا السياق أثناء خطبة يوم الجمعة الماضي».
في موازاة ذلك، رأى «لقاء العلماء والدعاة في المنية»، في بيان، أنّ معالجة أمور المساجد بالطريقة التي اعتمدتها الدائرة الوقفية «خاطئة وتسيء إلى العلماء والدعاة، وتجعلهم في مهبّ الأهواء السياسية والمصالح الشخصية للزعماء والنواب، بل وحتى للرعاع والجهلة»، داعياً الدائرة الوقفية ومفتي الجمهورية إلى «العودة عن القرارات المتّخذة» في حق ملص الذي «ينبغي أن ينوَّه بنشاطه وعمله ومواقفه».
وأعلنت «رابطة التوجيه الاجتماعي» في المنية تأييدها لـ«الحلول السلمية لمسألة خطابة وإمامة الشيخ مصطفى ملص، ولمبادرته التي تعطي الحقّ لوجهاء وكبار المنية وأعيان العائلات باتخاذ القرار المناسب».