صور ـ علي عطوي
يبدأ الشاب بلال عبد علي (25 عاماً) حياته من جديد، بعدما حرمته إعاقته التمتّع بحقّ الدراسة، ليكون طالباً في جمعيّة الحنان لذوي الحاجات الخاصّة والتي تأسست على يد مجموعة من أولياء أمور طلاب معوّقين.
ويشير مدير الجمعيّة محمد الزين إلى «أنّ النقص في مراكز تأهيل المعوّقين على امتداد الوطن، هو الدافع وراء رغبتنا بإنشاء جمعيّة تهتمّ بهذه الشريحة المهمّشة من المجتمع».
ويلفت الزين إلى «أنّ هناك عدداً كبيراً من الأطفال المعوقين لم يلتحقوا بمراكز تأهيليّة، نتيجة ارتفاع كلفة هذه المراكز وتخلّف الدولة عن دعمها».
ويقول: «استطعنا جمع عدد من ذوي الأطفال لإطلاق جمعيّة تهتمّ بأولادهم»، مشيراً إلى «أنّ الهدف من الجمعية لا يقتصر على تعليم وتدريب الأطفال فقط، إنّما يتخطّاه إلى توعية أولياء أمورهم، وصولاً إلى مجتمع يتفهّم حاجات المعوّق، ويبدّل النظرة تجاهه».
وفي وقت يتحوّل فيه المعوقون إلى طلاب على مقاعد الدراسة، ينخرط الأهالي ضمن برنامج التأهيل الأسري الذي أعدّته الجمعيّة، بغية إحداث تغييرات جذريّة في اتجاهات الأسر والقضاء على التمييز بين الأولاد.
وتوضح اختصاصية التأهيل الأسري آمنة أرزوني، في هذا الإطار، «أنّ الأهل يعتبرون الولد المعوّق عالة عليهم، وهم ليسوا مضطرين إلى التكلّف عليه ماديّاً، فيما يتمّ إعدامه معنوياً بوصفه ولداً فاشلاً». وتضيف: «مهمّتنا نسف هذه القاعدة الخاطئة عبر تغيير انطباع الأهل، من خلال برنامج التدريب الأسري، الذي يمتدّ لفترة 9 أشهر متواصلة».
على مكتبه يفترش الزين مجموعة من البرامج التي تهتمّ بصحّة المعوّق وسلوكه، «فلكلّ معوّق سجل خاص، تدوَّن فيه كل المعلومات المتعلّقة به، وهذا من شأنه أن يساعد في معرفة مدى التقدّم الحاصل»، ويرافق السجلّ تقارير دوريّة، تُظهر كيفيّة تعامل المعوّق مع محيطه، إضافة إلى تنمية قدراته الكلاميّة ضمن برنامج التواصل اللفظي.
ويستغرب الزين «عدم قيام وزارة التربية حتّى اليوم بإعداد مناهج تربويّة خاصّة بالإعاقة العقليّة، ما يضطرنا إلى إعداد برامج خاصّة بكلّ جمعية». وتشتمل هذه البرامج التعليمية على تنمية المفاهيم الإدراكيّة للمعوّق، والتدريب على مهارات الحياة اليوميّة. وتتحمّل وزارة الشؤون الاجتماعيّة أعباء 50% من عدد التلامذة البالغ 75 معوّقاً».