وفاء عواد
بعد تراجع خطة نشر الديموقراطية في المنطقة، تقدّم الكونغرس الأميركي الى مجلس النواب اللبناني لـ«تفعيل الديموقراطية» فيه، وصولاً الى «إيجاد لغتها في لبنان».
من القاهرة وصل وفده. ومن بيروت الى فلسطين يتابع، حيث سيحاول أداء المهمة نفسها، بعيداً عن مجلس تشريعي رئيسه تعتقله «رأس حربة الديموقراطية الحديثة» إسرائيل.
وكان وفد من اللجنة الفرعية للمساعدات في الكونغرس فد زار ساحة النجمة، أمس، والتقى لجنتي الشؤون الخارجية والمال والموازنة، إضافة الى رؤساء لجان: الإدارة والعدل (النائب روبير غانم)، حقوق الإنسان (النائب ميشال موسى)، الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه (النائب محمد قباني)، والمرأة والطفل (النائبة جيلبرت زوين). وذلك في إطار ثلاثة اجتماعات تمحورت حول بندين أساسيين: الموضوع السياسي، وكيفية مساعدة مجلس النواب في تطوير عمله من خلال تعزيز مركز الدراسات فيه.
وتأتي زيارة الوفد الذي وصل الى بيروت على متن طائرة عسكرية خاصة، منفصلة عن المستجدات السياسية الداخلية وترجمة لـ«موعد مسبق مقرّر منذ شهرين». وترأس الوفد رئيس لجنة مساعدة الديموقراطية في مجلس الشيوخ النائب الديموقراطي دايفيد برايس، إضافة الى جيف فورتينبيري ونيك رحال وغوين مور.
وتضمنت الجولة التي بدأها الوفد على المسؤولين اللبنانيين، أمس، لقاءً مع رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، في حضور السفير الأميركي جيفري فيلتمان. وذلك قبل أن تستكمل اليوم بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، إضافة الى «لقاءات متفرّقة مع 40 نائباً» تعقد خلال اليومين الجاريين.
وفي مضمون الكلام السياسي الذي تمحور حوله اللقاء مع لجنة الشؤون الخارجية، أشار النائب وليد خوري لـ«الأخبار» الى أن أعضاء الوفد «اكتفوا بالتركيز على طرح الأسئلة المتعلّقة بصورة الوضع في لبنان، في ضوء تفسير هدف مجيئهم الى لبنان بتفعيل الديموقراطية في مجلس النواب، وإيجاد لغة ديموقراطية في لبنان والمنطقة»، لافتاً الى أنهم أشاروا الى «الإحراج الذي وقع فيه الكونغرس حيال تقديم المساعدات للجيش اللبناني، والتي بلغت قيمتها حتى الآن 220 مليون دولار».
وفي مقابل «الاستغراب» الذي أبداه الوفد حيال طرح المواضيع المتعلّقة بـ«تقبّل فكرة الديموقراطية»، تقاسم نوّاب اللجنة الأدوار في شرح عدد من المواضيع، فتولّى النائب ياسين جابر مسؤولية الحديث عن وضع الجنوب ولا سيما ما يتعلّق بـ«عدم توصّل الأمم المتحدة الى وقف النار والخروق الإسرائيلية للأجواء اللبنانية». وركّز النائب خوري على موضوعين أساسيين: بنية النظام السياسي وتداعياته خلال السنتين الأخيرتين وهو «ما أحال لبنان مريضاً بفعل قانون انتخابات أنبت كل المشاكل الراهنة»، والشأن الفلسطيني الذي «تقع مسؤوليته على المجتمع الدولي ككل»، لافتاً الى أن لبنان «مكشوف أمنياً»، وإلى أن الجيش اللبناني «ليس قادراً على تحمّل ضبط هذا الواقع».
وإثر اللقاء، لفت برايس الى أن سبب مجيء الوفد الى لبنان هو «مناقشة سبل دعم لبنان لبسط سيطرته وسيادته وقدرته على التحكم بمصيره وتفاديه أن يصبح في يد المناورات الخارجية».
بدوره، رأى الزين أن مقتضيات الديموقراطية «تفرض تعدّد الأفكار والمواقف»، متسائلاً: «لماذا لا تتعامل الولايات المتحدة الأميركية بشفافية مع لبنان الديموقراطي منذ نشأته؟».
وإذ أشارت مصادر لجنة المال والموازنة الى أن لقاءها بالوفد تمحور حول عنوان إصلاحي: «اهتمام الكونغرس بإنشاء مركز للدراسات في مجلس النواب، على غرار ما هو قائم عندهم، لمواكبة مشاريع الموازنات ودرسها بالشفافية المطلوبة»، لفت النائب موسى الى أن اللقاء المشترك الذي عقده الوفد مع رؤساء اللجان، خلال أقلّ من ساعة، انحصر بـ«الشق التقني المتعلق بعمل اللجان، بعيداً عن السياسة»، في إطار «تبادل الخبرات والتعاون العام، وصولاً الى التواصل بين البرلمانين»، نافياً وجود أي وعود من الجانب الأميركي في شأن مساعدات ما.
وتجدر الإشارة الى أن الوفد اختتم زيارته لقريطم بكلمة ألقاها برايس ثمّن فيها الطريقة التي يتابع فيها النائب سعد الحريري مسيرة والده، مضيفاً: «نحن ندرك أن البرلمان اللبناني يواجه صعوبات عدة، لكننا معجبون بعدد كبير من قادته».