طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
كرامي: تصرّفوا بخفّة في الأمور المصيرية... والغرض مرض
حذّر الرئيس عمر كرامي من «مؤامرات كثيرة على لبنان ووحدته وعروبته»، متهماً من يتبوأ المسؤولية بـ«التصرف بخفّة في الأمور الأساسية والمصيرية»، في حين رأى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن «التدويل ليس لخير لبنان ومصلحته، وأن الاستعجال والتسابق على التدويل فيه خطر»، آملاً أن تستخدم المحكمة لكشف من قتل رفيق الحريري «لا لأغراض أخرى من خلال لبنان أو في لبنان».
وكان فرنجية قد زار كرامي في منزله في طرابلس، معزياً، عشية الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس رشيد كرامي، وقال بعد اللقاء إن إقرار المحكمة باب فتح «ويمكن أن يكون إلى الجنة أو إلى جهنم، ونخشى أن يكون باباً إلى جهنم». وأضاف: «إن شاء الله يكون معهم حق، ويكون ما جرى في مصلحة لبنان. ونأمل أن لا تكون مخاوفنا في محلها، والمستقبل سيظهر إلى أين ستتجه
الأمور».
وأعرب عن اعتقاده «بأن التدويل ليس لخير لبنان ومصلحته، وأن الاستعجال والتسابق على التدويل فيه خطر». وقال: «إن شاء الله تكتشف المحكمة من قتل رفيق الحريري، وتستخدم فقط لهذا الغرض، لا لأغراض أخرى من خلال لبنان أو في لبنان، وهذا ما نتمناه. فإذا كانت المحكمة فقط لكشف القتلة تكون لخير لبنان، وإذا كانت وسيلة لأمور أخرى وتستخدمها دول عندها أطماع في هذه المنطقة أو في بلدنا، أتصور أنها ستجلب المصائب على هذا البلد».
ورداً على سؤال، نبّه إلى وجود «من يودّ أن يزجّ الجيش في حرب استنزاف»، لافتاً إلى أن الجيش «درع الوطن والمسؤول عن القانون، وهو ليس عشيرة تأخذ بالثأر». ودعا إلى معالجة الأمور برويّة. وقال «وظيفتنا أن نرفع الضغط عن الجيش، وأن نحول دون وضع كرامته مقابل الدخول إلى المخيم»، مشيداً بـ«السياسيين المؤمنين بوحدة البلد والحوار وحلّ الأمور بطريقة حكيمة، الذين يعملون على تغطية الجيش وعلى أن يعالج الأمور بحكمة، لا أن يكون محشوراً في الزاوية»، ومنتقداً «باقي السياسيين الذين كانوا يضعون كرامة الجيش مقابل دخوله إلى المخيم، وبعد يومين قالوا إنهم ليسوا مع الحسم العسكري أو مع دخول الجيش إلى المخيم، وأعتقد أن الشعب اللبناني واع لما دار من أحاديث في هذا
الإطار».
وشكر كرامي فرنجية على زيارته و«على عاطفته الكريمة»، وقال: «نحن منذ زمن بعيد ننبّه إلى أن هناك مؤامرات كثيرة على لبنان وعلى وحدته وعلى عروبته، وكنا نرى من يتبوأ المسؤولية كيف يتصرف بخفة في الأمور الأساسية والمصيرية، وكنا دائماً ننصح ونرشدهم إلى الحلول الصحيحة التي تنقذ هذا البلد، ولكن الغرض مرض، فلم يكونوا يلتفتون إلى نصائحنا ولم يكونوا يعملون من أجل مصلحة هذا الوطن. نحن سنستمر مع سليمان بك يداً بيد لا يغرينا أي منصب ولا يغرينا أي مغنم، لا تهمنا إلا مصلحة هذا الوطن».