strong>عثرت القوى الأمنية أخيراً على جثتي مواطنين في جبل لبنان والبقاع، وبعد تفقدهما تبين أنهما قتلا في حادثين منفصلين. ولاحظ متخصّصون في التحقيقات الجنائية أن تعاطي الشرطة مع مسرحي الجريمتين لا يتطابق مع المعايير المهنية
اختفت المواطنة شكرية محمد خير الأحمد (23 عاماً) منذ 6 أشهر في البقاع. وعثرت قوى الأمن الداخلي أمس على جثتها موضوعة داخل برميل حديدي ومطمورة بإسمنت في منطقة الفيضة قرب معمل البصل القديم في سهل زحلة. وكانت الشرطة قد أوقفت زوجها «م. أ.» (30 عاماً) للاشتباه فيه بخنقها ثم إخفاء جثتها. وقالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إنه بتاريخ 20 أيلول الماضي ادعى زوج القتيلة لدى مخفر شتورا أن زوجته اختفت فجأة من المنزل ولم تعد منذ عدة أيام. وعلى الفور تحركت القوى الأمنية التي أجرت سلسلة تحقيقات وتحريات من دون التوصل إلى نتائج تذكر. وبعد أن طال غيابها، جدد أهل القتيلة المطالبة بالكشف عن سرّ اختفاء ابنتهم، حيث خضع الزوج لتحقيق مطول طوال الأسبوع الماضي، إلى أن «انهار أمام المحققين واعترف، أول أمس، بقتل زوجته وبمكان وضع جثتها». وأوضحت مصادر متابعة لـ«الأخبار» أن أسباب الجريمة «عائلية»، رافضة إعطاء المزيد من المعلومات.
نقص في مهنية إدارة مسرح الجريمة
بداية، كانت العناصر الأمنية تعمل على فتح البرميل في المكان الذي عثر فيه عليه، فيما يشير متخصصون، إلى أنه في حال وجود جثة داخل مستوعب، تقتضي المعايير المهنية المتعلقة بإدارة مسرح الجريمة نقل المستوعب إلى مختبر جنائي مجهز بالتقنيات التي تمكن المحققين من تفحص المستوعب بدقة بهدف الحصول على أدلة مجهرية تساعد على تقدم التحقيقات الجنائية. هذا بعد تأكد خبير من خلو المستوعب من أي مواد سامة أو متفجرات، لا أن يقوم عناصر الدفاع المدني بفتحه بوجود أكثر من عشرة أشخاص (من ثلاثة أجهزة أمنية مختلفة) قريبين منه (كما تظهر الصورة). وفي حال عدم وجود مختبر، ينقل المستوعب إلى أحد مراكز قوى الأمن أو إلى مكان مخصّص لهذه الغاية. فخلال عملية استخراج الجثة، بالطريقة التي جرى فيها استخراجها أمس، من الممكن أن تُلحق أضرار ببعض الأدلة الجنائية، وخاصة المجهرية منها، التي من الممكن أن تسهم في معرفة كيفية وضع الجثة داخل المستوعب، وإذا ما كان هناك بقايا مجهرية من ملابس أو دماء أو سوائل عضوية أو شعر من بدن أو رأس الجهة التي وضعت الجثة في المكان، وإذا ما كان أكثر من شخص قد اشترك في الجريمة. ومن الممكن تحديد سبب الوفاة، وتوقيت وضع المقتولة في المستوعب، (قبل القتل أو بعده).
ولا بد من الإشارة إلى أن العناصر الأمنية التي كانت تتولى التحقيق لم تعتبر ــــــ على ما يبدو ــــــ مكان العثور على البرميل مسرحاً لجريمة، فلم تبرز هذه العناصر حدوداً للمنطقة التي يمنع الدخول إليها (بواسطة الشريط الأصفر)، ولم تُصوَّر وقائع عملية فتح المستوعب بالفيديو، بل كان عدد من الزملاء المصورين يلتقطون الصور، فيما بعض العناصر يستخدمون هواتفهم الخاصة لتصوير ما يجرى.
جريمة قتل سائق عمومي في الجبل
شيعت بلدة كفررمان (النبطية) أمس حسين أمين علي أحمد (70 عاماً) الذي قتله مجهولون، في وضح نهار الخميس الفائت (29 آذار 2007)، وألقوا بجثته قرب نهر الكلب، بعد تجريده من كل ما تحتويه جيوبه من أموال وأوراق ثبوتية، وسرقوا سيارته. كان علي أحمد يعمل سائقاً لسيارة عمومية في محيط فنادق العاصمة. وذكرت مصادر أمنية، أنه «قرابة العاشرة والنصف من صباح الخميس الفائت أقلّ علي أحمد شخصاً أردنياً من أمام فندق الكونكورد في بيروت إلى بلدة عمشيت في منطقة جبيل. وفي طريق عودته أقلّ راكباً أو أكثر، إلى بلدة زرغيت قرب نهر الكلب. وبعيد الثانية بعد الظهر، ارتاب سائق شاحنة محملة بالبضائع بسيارة مرسيدس تحمل لوحة عمومية «تقلّع بطريقة جنونية»، وبابها الأمامي الأيمن مفتوح. فأوقف شاحنته في المكان الذي انطلقت السيارة منه، ليجد جثةً ملقاة إلى الجانب الأيمن من الطريق، فاتصل فوراً بقوى الأمن التي أوفدت المباحث الجنائية إلى المكان، ونقلت الجثة المجهولة إلى المستشفى وحددت ساعة الوفاة بالثانية بعد الظهر، أي قبيل اتصال سائق الشاحنة بقليل». وأضافت المصادر أنه تبين، بعد معاينة الجثة، أن الوفاة ناجمة عن «اختراق طلق ناري للرأس من أسفل العين اليمنى وخرج من فروة الرأس تحت الأذن، مع آثار جروح في اليد اليسرى وركبة الرجل اليمنى والفخذ الأيسر. وعثر على مظروف طلق ناري فارغ من عيار 9 ملم، عند المقلب الآخر من الطريق». وتمكنت عائلة القتيل من التعرف إلى جثته ليلاً، بعد البحث عنه في المستشفيات، والاتصال بالأجهزة الأمنية، التي لم تكن قد تمكنت من تحديد هويته بسبب قيام الجناة بسلب كل ما في حوزته من أوراق ثبوتية، ولم يكن فيها سوى «قرص للسجود وعملة معدنية من فئة 250 ليرة لبنانية». وعممت الأجهزة الأمنية أوصاف السيارة ورقمها، بعدما حققت مع الراكب الذي أقله المغدور وأقاربه في عمشيت وسائق الشاحنة.
ويُتوقع أن يكون المحققون قد حصلوا على أدلّة مجهرية في المكان الذي وجدت فيه الجثّة وعلى الجثة نفسها ستساعد في تقدّم التحقيقات.
(الأخبار)